للفرزدق (١):

مستقبلين شمال الشام تضربنا بحاصب كنديف القطن منثور
قال المبرد: يعني الثلج؛ لأن الريح ترميهم به في قصدهم الشام، قال: ومنه المحصب لأن فيه الحصى الذي قد رمي به، وأنشد قول العامري:
ولم أر ليلى غير موقف ساعة ببطن مني ترمي جمار المحصب
ويروى المحصب بكسر الصاد نسب إلى الرامي.
قال ابن عباس: يريد ما حصبوا به من السماء من الحجارة (٢)، وقال مقاتل: يعني الحجارة من فوقهم، ونحو هذا قال الضحاك (٣)، والحاصب على هذا القول الحجارة التي يحصب بها. أي يُرمى.
وقال آخرون: يعني عذاباً يحصبهم، أي: يرميهم بحجارة من سجيل. وعلى القول الأول سمي ما يحصب به حاصبا؛ لأنه كأنه يرمي نفسه كالثلج لا يرى له رام، فكأنه هو فاعل الرمي، وكذلك حجارة قوم لوط لم ير لها رام، فسمي ما حصبوا به حاصبا على هذا المعنى.
قوله تعالى: ﴿إِلَّا آلَ لُوطٍ﴾ يعني لوطاً وابنتيه.
﴿نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ﴾ قال أبو إسحق: سحر إذا كان نكرة يراد به سحر من الأسحار انصرف، تقول: أتيت زيداً سحراً، فإذا أردت يومك، قلت: أتيته سَحَرَ يا هذا، وأتيته بسحر (٤).
قال الفراء: إنما ترك إجراؤه لأن كلامهم كان فيه بالألف واللام
(١) انظر: "مجاز القرآن" ٢/ ٢٤١.
(٢) انظر: "الوسيط" ٤/ ٢١١.
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" ١٣٣ ب، و"الثعلبي" ١٢/ ٢٧ ب، و"البغوي" ٤/ ٢٦٣.
(٤) انظر: "معانى القرآن" للزجاج ٥/ ٩.


الصفحة التالية
Icon