أن المراد با لأنام كل ذي روح، وهو قول الشعبي (١)، وقال الحسن: للجن والإنس (٢)، وهو اختيار أبي إسحاق (٣).
قوله: ﴿فِيهَا فَاكِهَةٌ﴾ أي في الأرض فاكهة، يعني كل ما يتفكه من ألوان الثمار. وذكر ابن عباس منها العنب والتين والخوخ والتفاح (٤).
﴿وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ﴾ معنى الكم في اللغة ما ستر شيئًا وغطاه، ومنه كم القميص، ويقال للقلنسوة كمة، وأكمام الزرع: غلفها، وذكرنا ذلك عند قوله ﴿وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا﴾ (٥) قال ابن عباس: يريد الطلع (٦)، قال الكلبي: ﴿ذَاتُ الْأَكْمَامِ﴾ ذات الغلف، وثمرها في غلف الكُفُرَّاه: ما لم تنشق وهي كمه (٧)، فإذا انشقت منها الكفراه فليست أكمامها. وقال الحسن وقتادة: أكمامها ليفها (٨).

(١) انظر: "تفسير مجاهد" ٢/ ٦٤، و"تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٦٢، و"جامع البيان" ٢٧/ ٧، و"الكشف والبيان" ١٢/ ٣٥ أ.
(٢) انظر: ، جامع البيان" ٢٧/ ٧، و"الكشف والبيان" ١٢/ ٣٤ ب، و"الدر" ٦/ ١٤١.
(٣) انظر: "معاني القرآن" ٥/ ٩٧، قلت: ولعل الصواب أن المراد بالأنام جمع ذوات الأرواح من الجن والإنس وغيرهم، فقد روى البخاري في "صحيحه"، كتاب بدء الخلق، باب في النجوم، قال: قال ابن عباس: ﴿الأنام﴾ الخلق، وأخرجه ابن جرير في "جامعه" ٧/ ١٧، من طريق علي بن أبي طلحة.
(٤) لم أجده.
(٥) عند تفسيره للآية (٤٧) من سورة فصلت. وانظر: "تهذيب اللغة" ٩/ ٤٦٥، و"اللسان" ٣/ ١٩٦ (كمم)
(٦) انظر: "جامع البيان" ٧/ ٢٧، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٦٧، عن ابن زيد.
(٧) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٣١٤، والكافور: وعاء الطلح قبل أن ينشق. وهو الكَفَرُ، والكُفُرَّي، والكِفِوى، والكَفَرَّى، والكُفَرَّي.
(٨) انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٦٢، و"جامع البيان" ٢٧/ ٧، و"الثعلبي" ١٢/ ٣٥ أ.


الصفحة التالية
Icon