كذا؟ ولكن يسألون لم عملتم كذا (١).
وقال مجاهد: لا يسألون ليعرف المجرمون فإنهم يعرفون بسيماهم (٢)، دليله قوله: ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ﴾ الآية.
وقال عكرمة: إنها مواقف يسأل في بعضها ولا يسأل في بعضها (٣).
وقال الكلبي: هذا الفراغ من الحساب (٤)، واختار ابن قتيبة هذا القول وشرحه فقال: إن يوم القيامة كما قال الله -عز وجل- ﴿مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ [المعارج: ٤] ففي هذا اليوم يسألون، وفيه لا يسألون، لأنهم حين يعرضون يوقفون على الذنوب ويحاسبون فإذا انتهت المسألة وخبت الحجة انشقت السماء فكانت وردة كالدهان وانقطع الكلام، وذهب الخصام، واسودت وجوه قوم وابيضت وجوه آخرين، وعرف الفريقان بسيماهم.
وقد حصل في هذا أربعة أقوال:
أحدها: لا يسألون سؤال استفهام عن ذنوبهم، وهو اختيار الزجاج (٥).
والثاني: لا يسألون ليعفروا بذنوبهم وهو اختيار الفراء (٦).
والآخر: لا يسألون في بعض المواقف.
والرابع: لا يسألون بعد الفراغ من الحساب.
(٢) انظر: "جامع البيان" ٢٧/ ٨٣، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ١٧٤.
(٣) انظر: "الكشف والبيان" ١٢/ ٤٢ ب، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٢٧٥.
(٤) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ١٧٤، و"فتح القدير" ٥/ ١٣٨.
(٥) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ١٠١.
(٦) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١١٧.