قال ابن عباس في رواية عطاء: فُتَّت فتا، وهذا قول مقاتل ومجاهد في رواية ابن أبي نجيح (١) وروى منصور عنه: لُتَّت لتًّا كما يبس السويق (٢). وقال السدي: كسرت كسرًا (٣)، وهذا كقول من قال: فتت.
وقال الكلبي: سيرت عن وجه الأرض (٤)، ونحو هذا قال الحسن: قلعت من أصلها (٥).
وقال قتادة: نسفت نسفًا، وقول الكلبي والحسن وقتادة معنى قول من يفسر البس بالطرد (٦).
٦ - قوله تعالى: ﴿فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا﴾ يعني صارت غبارًا متفرقًا كالذي يرى في شعاع الشمس إذا دخل من الكوة وهو الهباء (٧).
والمنبث المتفرق، هذا قول ابن عباس ومقاتل ومجاهد (٨).

(١) انظر: "تفسير مجاهد" ٢/ ٦٤٥، و"جامع البيان" ٢٧/ ٩٧.
(٢) انظر: "الكشف والبيان" ١٢/ ٥١ ب، و"الوسيط" ٤/ ٢٣٢، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٧٩.
(٣) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٣٣١، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٧٩.
(٤) انظر: "الكشف والبيان" ١٢/ ٥ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٣٢، و"فتح القدير" ٥/ ١٤٧.
(٥) انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٦٩، قال الشنقيطي: وقوله تعالى: ﴿وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا﴾ في معناه لأهل العلم أوجه متقاربة لا يكذب بعضها بعضًا، وكلها حق، وكلها يشهد له القرآن. ثم ذكر الأقوال وشواهدها، انظر: "أضواء البيان" ٧/ ٤٦٤.
(٦) في (ك): (اللبس بالطردة).
(٧) الهباء: التراب الذي تُطيره الريح فتراه على وجوه الناس وجلودهم وثيابهم يلزق لزوقًا. وقيل: غبار شبه الدخان ساطع في الهواء. "اللسان" ٣/ ٧٦٦ (هبا).
(٨) انظر: "تفسير مقاتل" ١٣٧ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٧٩.


الصفحة التالية
Icon