إلى الصلوات الخمس (١)، وقال عثمان بن أبي سودة (٢): إلى المسجد، إلى الجهاد، يخرجون في الرعيل الأول من المصلين والمجاهدين (٣).
ثم وصفهم وأخبر عنهم فقال: ﴿أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾ قال ابن عباس: مثل النبيين والمرسلين (٤). وقال الكلبي: إلى عَدَن (٥). وقال أهل المعاني: جزيل ثواب الله وعظيم كرامته (٦).
ثم أخبر أين محلهم فقال:
١٢ - ﴿فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾ وقوله: ﴿أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾ إلى قوله: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٢٧] كله من صفة السابقين وبيان حالهم، وذلك أن الله تعالى صنف الخلق ثلاثة أصناف كما ذكر، ثم بين هناك كل صنف وحاله في الآخرة فذكر صفة السابقين أولاً، ثم وصف

(١) انظر: "الكشف والبيان" ١٢/ ٥٢ أ، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ١٩٩، و"روح المعاني" ٢٧/ ١٣٢.
(٢) هو عثمان بن أبي سودة المقدسي، روى عن أبي الدرداء وأبي هريرة وغيرهما، وعنه الأوزاعي وجابر بن زيد وغيرهما، وثقه مروان بن محمد وذكره ابن حبان في "الثقات".. انظر: "تهذيب التهذيب" ٧/ ١٢٠، و"تقريب التهذيب" ٢/ ٩.
(٣) انظر: "جامع البيان" ٢٧/ ٩٩، و"المصنف" ٥/ ٢٦٧، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ١٩٩، ونسبه لمجاهد وغيره.
قال ابن كثير بعد ذكره للأقوال: وهذه الأقوال كلها صحيحة، فإن المراد بالسابقين هم المبادرون إلى فعل الخيرات كما أمروا، كما قال تعالى ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [آل عمران: ١٣٣] فمن سابق في هذه الدنيا وسبق إلى الخير كان في الآخرة من السابقين إلى الكرامة، فإن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان. "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٢٨٣.
(٤) انظر: "الوسيط" ٤/ ٢٣٢.
(٥) لم أجده، وذكر المفسرون نحوه، فقالوا: (عند الله).
(٦) انظر: "الوسيط" ٤/ ٢٣٢.


الصفحة التالية
Icon