لا يسمع إنما يسمع اللغو (١)، وهذا معني قول الكلبي، يقول: ولا إثم فيها (٢).
٢٦ - قوله تعالى: ﴿إِلَّا قِيلًا﴾ من الاستثناء المنقطع، المعنى: لكن يقولون قيلا أو يسمعون قيلا ﴿سَلَامًا سَلَامًا﴾ وانتصب سلامًا على النعت لقوله: قيلا، والسلام الآخر بدل الثاني، والمعنى: إلا قيلا يسلم فيه من اللغو والإثم، وإن شئت جعلت القيل يعمل في السلام الأول والآخر بدل، والمعنى: إلا أنهم يقولون الخير، هذا قول الأخفش والفراء والزجاج (٣).
قال عطاء عن ابن عباس: يريد: يحيي بعضهم بعضًا بالسلام (٤)، وزاد الكلبي عنه: وتحييهم الملائكة بالسلام ويرسل إليهم ربهم بالسلام (٥).
وقال مقاتل: يعني كثرة السلام من الملائكة (٦).
فالمفسرون: جعلوا السلام هاهنا بمعنى التحية والوجه ما قال الزجاج من أن المراد بالسلام أن قولهم يسلم من اللغو (٧)، ويدل على ذلك أن مسموع أهل الجنة لا يكون مقصورًا على التحية فقط، بل يسمعون

(١) انظر: "مجاز القرآن" ٢/ ٢٤٩.
(٢) انظر: "تنوير المقباس" ٢/ ٣٣٥.
(٣) انظر: "معاني القرآن" للأخفش ٢/ ٤٠١ - ٧٠٢، و"معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٢٤، و"معاني القرآن" للزجاج ٥/ ١١٢.
(٤) انظر: "الوسيط" ٤/ ٢٣٤، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٨٢.
(٥) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٣٣٥، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٢٠٦.
(٦) انظر: "تفسير مقاتل" ١٣٨ أ.
(٧) انظر: "معاني القرآن" ٥/ ١١٢.


الصفحة التالية
Icon