فيه فكل هذا من معاني المخضود لا من تفسيره (١).
٢٩ - قوله: ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ قال الليث: الطلح شجر أم غيلان، له شوك أحجن (٢)، وهو من أعظم العضاه شوكًا وأصلبه عودًا وأجوده صمغًا، والواحدة طلحة، وهذا قول جميع أهل اللغة في الطلح (٣). والمفسرون كلهم قالوا في الطلح إنه الموز (٤).
قال أبو إسحاق: جائز أن يكون يعني به شجر أم غيلان، لأن له نورًا طيب الرائحة جدًا، فخوطبوا ووعدوا ما يحبون مثله إلا أن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على سائر ما في الدنيا (٥)، ويؤكد هذا ما ذكر في التفسير أنه ليس شيء في الجنة مما في الدنيا إلا الأسامي.
وقال مجاهد: أعجبهم طلح وج (٦) وحسنه، فقيل لهم: ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ (٧).

(١) انظر: "الكشف والبيان" للثعلبي ١٢/ ٥٤ ب.
(٢) الأحجن والمحجنة والمحجن العصا المعوجة. وقوله شوك أحجن أي معوج.
(٣) انظر: "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٨٣، و"اللسان" ٢/ ٦٠١ (طلح).
(٤) في (ك): (المر)، وممن روي عنه هذا القول: علي، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وابن عباس، وغيرهم. انظر: "تفسير مجاهد" ٢/ ٦٤٧، و"تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٧٠، و"صحيح البخاري" ٦/ ١٨٢، و"جامع البيان" ٢٧/ ١٠٤.
(٥) انظر: "معاني القرآن" ٥/ ١١٢.
(٦) وج: وادٍ بالطائف، سمي بهذا الاسم نسبة لوج بن عبد الحق من العمالقة، وقيل من خزاعة. انظر: "معجم البلدان" ٥/ ٤١٦.
(٧) انظر: "تفسير مجاهد" ٢/ ٦٤٧، وقال أبو عبيدة: زعم المفسرون أنه الموز، وأما الحرب: فالطلح عندهم شجر عظيم كثير الشوك.. "مجاز القرآن" ٢/ ٢٥٠.
قلت: والمرجح عندي -والله أعلم- ما قاله النحاس رحمه الله، حيث قال: (وسمعت علي بن سليمان يقول: يجوز أن يكون هذا مما لم ينقله أصحاب =


الصفحة التالية
Icon