مكانها ضعفين" (١)
﴿وَلَا مَمْنُوعَةٍ﴾ قال ابن عباس: ولا يمتنع من أحد أراد أخذها (٢). وقال الكلبي: لا مقطوعة تنقطع في حين ولا ممنوعة وهي التي ينظر إليها ولا تذاق (٣).
قال ابن قتيبة: يعني أنها غير محظورة عليها كما يحظر على بساتين الدنيا فينظر الناظر إلى ثمارها ولا يصل إليها (٤)، ويجوز أن يكون المعنى أنها غير مقطوعة بالأزمان، ولا ممنوعة بالأثمان، لا يتوصل إليها إلا بالثمن يدل على هذا ما روي عن ابن شوذب (٥) أنه قال: مررت بالحجاج ابن فرافصة (٦) وهو واقف على أصحاب الفاكهة، فقلت ما يقيمك هاهنا؟

(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ١٢/ ٥٦ أ، وفي "مجمع الزوائد" ١٠/ ٤١٤ (إن الرجل إذا نزع ئمرة من الجنة عادت مكانها أخرى). رواه الطبراني والبزار، ورجال الطبراني وأحد إسنادي البزار ثقات.
(٢) انظر: "الوسيط" ٤/ ٣٣٤، و "معالم التنزيل" ٤/ ٢٨٣.
(٣) انظر: "تنوير المقباس" ٤/ ٢٣٥، و"معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٢٥.
(٤) انظر: "تفسير غريب القرآن" (٤٤٩).
(٥) عبد الله بن شوذب الخراساني، أبو عبد الرحمن، صدوق عابد، نزيل بيت المقدس، روى عن الحسن وطبقته، وكان كثير العلم، جليل القدر. عاش سبعين سنة، وتوفي سنة (١٥٦ هـ).
انظر: "سير أعلام النبلاء" ٧/ ٩٢، و"البداية والنهاية" ١٠/ ١١٥، و"ميزان الاعتدال" ٢/ ٤٤٠، و"العبر" ١/ ١٧٣، و"التاريخ الكبير" ٣/ ١٧.
(٦) الحجاج بن فرافصة الباهلي البصري، صدوق، عابد، يهم، أسند عن أنس وغيره، من السادسة.
انظر: "التقريب" ١/ ١٥٤، و"التاريخ الكبير" ١/ ٣٧٥، و"صفة الصفوة" ٣/ ٣٣٥.


الصفحة التالية
Icon