٤٢ - ﴿فِي سَمُومٍ﴾ أي في حر النار، وذكرنا تفسير السموم عند قوله: ﴿مِنْ نَارِ السَّمُومِ﴾ [الحجر: ٢٧] (١)، وقوله: ﴿وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ﴾ [الطور: ٢٧].
وقوله: ﴿وَحَمِيمٍ﴾ قال الكلبي: يعني ماءً حارًّا شديدًا يغلي (٢).
٤٣ - وقوله: ﴿وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ﴾ اليحموم يفعول من الأحم، وهو الأسود، والعرب تقول أسود يحموم إذا كان شديد السواد (٣).
وأنشد أبو عبيدة فقال:
دَعْ ذا فَكَمْ مِنْ حالكٍ يَحْموم (٤)
وكان للنعمان بن المنذر (٥) فرس شديد السواد يسمى يحمومًا، وهو الذي ذكره الأعشى في قوله:

(١) ومما قال في تفسيرها: اختلفوا في معنى السموم، فقال ابن عباس في رواية الكلبي: هي نار لا دخان لها. وقال آخرون: من نار الريح الحارة، وهو قول ابن مسعود. والسموم في اللغة الريح الحارة تكون بالنهار، وقد تكون بالليل. قيل سميت سمومًا لدخولها بلطفها في مسام البدن.
(٢) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٣٣٦، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٢١٣.
(٣) انظر: "تهذيب اللغة" ٤/ ١٣، و"اللسان" ١/ ٧٢٥ (حمم).
(٤) البيت للصبّاح بن عمرو الهزاني، وعجزه:
ساقِطة أرواقُه بهيم
وقد ورد منسوبًا في "اللسان" ١/ ٧٢٨ (حمم) ولم أجده عند أبي عبيدة كما ذكر المؤلف.
(٥) النعمان بن المنذر بن المنذر بن امرئ القيس، ملك الحيرة، وكان يكى أبا قابوس، وهو صاحب النابغة، قتل عبيد بن الأبرص وغيره من الشعراء. وكانت نهاية النعمان أن حبسه كسرى واسمه (أبرويز) بساباط ثم ألقي تحت أرجل الفيلة فوطئته حتى مات. انظر: "المعارف" ص ٦٤٩ - ٦٥٠


الصفحة التالية
Icon