والعمرة ﴿قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾ قال المفسرون وأهل المعاني: استعملتموها في الكفر والشهوات والمعاصي وكلها فتنة (١).
﴿وَتَرَبَّصْتُم﴾ قال ابن عباس: يريد بالتوبة (٢)، وقال مقاتل: وتربصتم بمحمد الموت، وقلتم: يوشك أن يموت فنستريح منه (٣)، وهو اختيار أبي إسحاق، قال: وتربصتم بالنبي -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين الدوائر (٤).
قوله تعالى: ﴿وَارْتَبْتُمْ﴾ قال ابن عباس: شككتم في الوعيد، يعني فيما أوعدهم به محمد -صلى الله عليه وسلم- من العذاب (٥).
وقال مقاتل: وشككتم في نبوة محمد (٦).
وقوله: ﴿وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ﴾ قال ابن عباس: يريد الباطل وهو ما كانوا يتمنون الدوائر بالمؤمنين (٧) ﴿حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ﴾ قالوا: الموت.
قال قتادة: ما زالوا على خدعة من الشيطان حتى قذفهم الله في النار (٨). وهو قوله تعالى: ﴿وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ أي وغركم الشيطان بحلم الله وإمهاله وهذا مفسر فيما تقدم (٩).

(١) انظر: "جامع البيان" ٢٧/ ١٣٠، و"معاني القرآن" للزجاج ٥/ ١٢٤، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٩٦.
(٢) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٣٥٥، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٢٤٧.
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" ١٤١ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٩٦.
(٤) انظر: "معاني القرآن" ٥/ ١٢٤.
(٥) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٣٥٥، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٢٤٧.
(٦) انظر: "تفسير مقاتل" ١٤١ أ.
(٧) انظر: "الوسيط" ٤/ ٢٤٩، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٩٦.
(٨) (الله في) ساقطة من (ك)، وانظر: "جامع البيان" ٢٧/ ١٣٠، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٩٦.
(٩) عند "تفسيره" الآية (٣٣) من سورة لقمان.


الصفحة التالية
Icon