إلا أربع سنين (١).
وقال مقاتل بن حيان: إنها حين نزلت قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يستبطئكم بالخشوع" فقالوا عند ذلك يعتب ربنا. (٢) والمعنى: أما حان للمؤمنين أن ترق قلوبهم لذكر الله.
قال ابن عباس: يريد لمواعظ الله، وعلى هذا الذكر مصدر أضيف إلى الفاعل أي "لذكر الله" وعظهم وما يعتبرون به ويستدلون به على الخشوع وهو ما ذكر الله لهم من مواعظ القرآن، ويجوز أن يكون الذكر مضافاً إلى المفعول والمعنى لذكرهم الله، أي يجب أن يورثهم الذكر خشوعاً ولا يكونوا كمن يذكره بالغفلة فلا يخشع قلبه للذكر.
قال أبو إسحاق هذه الآية -والله أعلم- نزلت في طائفة من المؤمنين حُثُّوا على الرقة والخشوع، فأما من وصفه الله جل وعز بالخشوع والرقة فطبقة من المؤمنين فوق هؤلاء (٣).
قوله تعالى: ﴿وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾ (ما) في موضع جر بالعطف على الذكر وهو موصول، والعائد إليه محذوف على تقدير وما نزله (٤) من الحق
(٢) ذكره القرطبي في "تفسيره" بدون سند، وفي "تفسير الثعلبي" ١٢/ ١٦٥ أعن ابن عباس قال: إن الله تعالى استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم على ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن، وأورده ابن المبارك في "الزهد" ص ٨٩ عنه.
(٣) انظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٢٩٧، و"لباب التأويل" ٧/ ٣٥، و"الوسيط" ٤/ ٢٥.
(٤) في (ك): (نزل).