والكلبتين (١).
وروي عن ابن عباس: نزل آدم من الجنة معه خمسة أشياء من الحديد: السندان والكلبتان والميقعة والمطرقة والإبرة (٢).
ويدل على صحة هذا ما روى ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله -عَزَّ وَجَلَّ- أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض: أنزل الحديد، والنار، والماء، والملح" (٣) هذا مذهب المفسرين.
وذهب قوم إلى أن معنى أنزلنا الحديد أنشاناه وأحدثناه، كقوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ﴾ [الزمر: ٦] وهو معنى قول مقاتل يقول: بأمرنا كان الحديد (٤)، وهذا قول أبي علي الفارسي.
وقال قطرب: معنى أنزلنا هيأنا وخلقنا من التنزل - يقال: أنزل الأمير على فلان نزلاً حسنًا (٥)، ومعنى الآية: أنعمنا بالحديد وجعلناه مهيأ لكم

(١) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٣٦، والقلاة هي السَّندان وهي الصَّلاءَةُ، و"اللسان" ٦/ ٢١٥ (سند). والكلبتان: الآلة التي تكون مع الحدادين، "اللسان" ٢/ ٢٨٤ (كلب).
(٢) انظر: "الكشف والبيان" ١٢/ ٧٠ أ، و"التفسير الكبير" ٢٩/ ٢٤١ - ٢٤٢، والميقَعةُ: ما دُفعَ به السيف، وقيل: الميقعة المسن الطويل، و"اللسان" ٣/ ٩٦٨ (وقع).
(٣) أخرجه الثعلبي في "تفسيره" ١٢/ ٧٠ ب، وقال ابن حجر: وفي إسناده من لا أعرفه. "تخريج أحاديث الكشاف" ٤/ ١٦٤، وفي "ضعيف الجامع" ٣/ ٧٧: موضوع، وفي "الطب النبوي" لابن القيم ص ٣٩٦، قال: ذكره البغوي مرفوعًا والموقف أشبه.
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" ١٤٢ أ.
(٥) انظر: "الكشف والبيان" ١٢/ ٧٠ أ - ب، و"الوسيط" ٤/ ٢٥٣، و"معالم التنزيل" ٤/ ٣٠٠، و"التفسير الكبير" ٢٩/ ٢٤٢.


الصفحة التالية
Icon