مجلسه (١).
قوله تعالى: ﴿فَافْسَحُوا﴾ أي: أوسعوا ﴿يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ﴾ يوسع الله لكم الجنة والمجالس فيها.
وذكر في التفسير أنهم أمروا بأن يتوسعوا ويجلسوا متوسعين، ويوسعوا لغيرهم فلم يفعلوا وضن كل واحد بمجلسه فأمروا بالطاعة في التفسح والفسح، ووعدوا على ذلك أن يفسح لهم في الجنة (٢).
قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا﴾ قال ابن عباس، ومقاتل: إذا قيل لكم ارتفعوا فارتفعوا (٣)، ومعناه قوموا، وفيه قراءتان: كسر الشين وضمها وهما لغتان (٤) مثل يعكفون، ويعكفون و (ويعرشون) (٥).

(١) لم أجده منسوبًا. وانظر: "اللسان" ٢/ ١٠٩٤ (فسح).
(٢) انظر: "جامع البيان" ٢٨/ ١٣، عن ابن زيد، و"معالم التنزيل" ٤/ ٣٠٩، و"الدر" ٦/ ١٨٤، عن قتادة.
(٣) وهو قول أكثر المفسرين. انظر: "تنوير المقباس" ٦/ ١٨، و"جامع البيان" ٢٨/ ١٣، و"الكشف" ١٣/ ٨١ أ، قال (إذا قيل لكم قوموا وتحركوا وارتفعوا وتوسعوا لإخوانكم فافعلوا. وقال أكثر المفسرين معناه: وإذا قيل لكم انهضوا إلى الصلاة والجهاد والذكر وعمل الخيرات. أي حق كان فانشزوا ولا تقصروا...). وانظر: "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٣٢٦، والنشز: هو المتن المرتفع من الأرض، وإنشاز عظام الميت رفعها إلى مواضعها وتركيب بعضها على بعض. "اللسان" ٣/ ٦٣٧ (نشز).
(٤) قرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر وحفص، وأبو بكر من رواية الجمهور (انشُزُوا فانشُزُوا) بضم الشين فيهما. وقرأ الباقون بكسر الشين. انظر: "حجة القراءات" ص ٧٠٥، و"النشر" ٢/ ٣٨٥، و"الإتحاف" ص ٤١٢.
(٥) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٤١.
وفي قوله تعالى: ﴿فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ﴾ [الأعراف: ١٣٨] قرأ =


الصفحة التالية
Icon