الزهري (١)، وعروة، وقال عكرمة: من شك أن المحشر بالشام فليقرأ هذه الآية، وذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لهم يومئذ: "اخرجوا". فقالوا: إلى أين؟ قال: "إلى أرض المحشر" (٢).
والمعنى على هذا القول: أنهم أجلوا إلى الشام فكان ذلك أول حشر حشروا إلى الشام يوم يحشر الخلق يوم القيامة إلى الشام.
القول الثاني: أنهم أول من أجلي من أهل الذمة من جزيرة العرب، ثم أجلى آخرهم عمر بن الخطاب، وكان ذلك أول حشر من المدينة والحشر الثاني كان من خيبر وجزيرة العرب، وهذا قول المقاتلين، ومرة الهمداني، عن ابن عباس (٣).
القول الثالث: ما قال قتادة: كان ذلك أول الحشر، والحشر الثاني نارُ تحشر الناس من المشرق إلى المغرب تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا، وهو قول عبد الله بن عمرو (٤)، وذكر أن تلك النار تُرى

(١) هذا القول عن الزهري أخرجه عبد الرزاق، وابن جرير، والحاكم، وأخرجه عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، والبيهقي عن عروة مرسلاً. قال البيهقي: وهو المحفوظ. انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٨٢، و"جامع البيان" ٢٨/ ٢٠، و"الدر" ٦/ ١٨٧.
(٢) أخرجه البزار، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في البعث، عن عكرمة، عن ابن عباس، انظر: "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٧ أ، وانظر: "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٣٣٢.
(٣) انظر: "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٧ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٣١٤، و"زاد المسير" ٨/ ٢٠٥.
(٤) انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٨٢، و"الكشف والبيان" ١٣/ ٨٧ أ، و"زاد المسير" ٨/ ٢٠٤، و"التفسير الكبير" ٢٩/ ٢٧٩، ولم أجده عن غير قتادة.


الصفحة التالية
Icon