إنما هي مغانم المسلمين فنزل القرآن بتصديق من نهى، وتحليل من قطع (١).
قوله: ﴿وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ﴾ يعني اليهود، قال مقاتل: كان قطع النخل ذلاً لهم وهوانًا (٢).
وقال ابن حيان: كان ذلك خزيًا لبني النضير (٣).
وقال الزجاج ﴿وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ﴾ أن يريهم بأموالهم يتحكم فيها المؤمنون كيف أحبوا (٤)، والتقدير: وليخزي الفاسقين أذن في ذلك، ودل على المحذوف قوله: ﴿فَبِإِذْنِ اللَّهِ﴾ (٥).
٦ - قوله: ﴿وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ﴾ قال المبرد: يقال فاء يفيء إذا رجع، وأفاءه الله إذا رده (٦).
وقال الأزهري: الفيء ما رد الله على أهل دينه من أموال من خالف أهل دينه بلا قتال، إما بأن يجلوا عن أوطانهم ويخلوها للمسلمين، وإما أن يصالحوا على جزية يؤدونها عن رؤوسهم، أو مال غير الجزية يفتدون به من سفك دمائهم (٧) كما فعله بنو النضير حين صالحوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أن لكل ثلاثة منهم ما وسق (٨) بعير مما شاءوا سوى السلاح ويتركوا الباقي.

(١) انظر: "تفسير مجاهد" ٢/ ٦٦٣، و"جامع البيان" ٢٨/ ٢٣.
(٢) "تفسير مقاتل" ١٤٧ ب.
(٣) لم أجده، في الأصل (يريهم).
(٤) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ١٤٥.
(٥) انظر: "زاد المسير" ٨/ ٢٠٨.
(٦) انظر: "التفسير الكبير" ٢٩/ ٢٨٤.
(٧) انظر: "تهذيب اللغة" ١٥/ ٥٧٨ (فاء).
(٨) الأصل في الوسق: الحمل، وكل شيء وسقته فقد حملته. "اللسان" ٣/ ٩٢٦ (وسق).


الصفحة التالية
Icon