اسم لما يتداول، وبالفتح مصدر من هذا، وسشعمل في الحالة السارة التي تنوب الإنسان فيقول: هذه دولة فلان، أي: قد أديل بالدولة، فالدَّولةَ اسم لما يتداول من المال، فالدُّولة: اسم لما ينتقل من الحال، هذا كلام المبرد، وهو معنى جميع أهل اللغة (١).
قال الفراء: المعنى: كيلا يكون الفيء دولة بين الرؤساء منكم يعمل فيه كما كان يعمل في الجاهلية (٢)، قال مقاتل: يعني يغلب الأغنياء الفقراء فيقسمونه بينهم (٣)، وقال الفراء: ونزل في الرؤساء ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ (٤).
قال ابن عباس: يقول ما أعطاكم الرسول من الفيء فخذوه فهو لكم حلال، وما نهاكم عنه فانتهوا (٥)، ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾ في أمر الفيء ﴿إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ على ما نهاكم عنه الرسول، وهذا نازل في أمر الفيء فهو عام في كل ما أمر به، ونهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وكثر من الصحابة احتجوا على أن أوامر النبي -صلى الله عليه وسلم- وزواجره كلها من القرآن (٦)، أن الله تعالى قال: ما أعطاكم وأباح لكم فخذوه، وما منعكم عنه فاتركوه، وكل ما يفعله بأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنما يفعله بأمر الله، وهو أمرنا بذلك أمرًا مطلقًا، وكذلك

(١) انظر: "معاني الأخفش" ٢/ ٧٠٦، و"معاني القرآن" للزجاج ٥/ ١٤٦، و"تهذيب اللغة" ١٤/ ١٧٥ (دوبل)، و"اللسان" ١/ ١٠٣٤ (دول)، و"التفسير الكبير" ٢٩/ ٢٨٥.
(٢) "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٤٥.
(٣) "تفسير مقاتل" ١٤٨ أ.
(٤) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٤٥.
(٥) انظر: "تنوير المقياس" ٦/ ٣٢، و"الكشف والبيان" ١٣/ ٩٣ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٣١٨، ولم ينسبوه لقائل.
(٦) في (ك): (القرآن كلها).


الصفحة التالية
Icon