إلى الجنة (١).
وقال أكثر المفسرين: نزل هذا وما بعده في عوف بن مالك الأشجعي، أسر العدو ابنًا له فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم - فذكر له ذلك وشكا إليه الفاقة، فقال له: اتق الله واصبر وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله (٢): ففعل ذلك. فبينا هو في بيته إذا أتاه ابنه وقد غفل عنه العدو فأصاب إبلًا وجاء بها إلى أبيه، فذلك قوله تعالى: ﴿وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ وهو قول المقاتلين، وسالم ابن أبي الجعد والكلبي (٣).
قال أبو إسحاق: وجائز أن يكون المعنى أنه اتقى وآثر الحلال والصبر على أهله ففتح الله عليه إن كان ذا ضيقة، ورزقه من حيث لا يحتسب، قال: وجائز أن يكون إذا اتقى الله في طلاقه وجرى في ذلك على السنة يرزقه الله أهلًا بدل أهله (٤).

(١) انظر: "تنوير المقباس" ٦/ ٩٠، و"التفسير الكبير" ٣٠/ ٣٤.
(٢) في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها من كنوز الجنة". وانظر: "صحيح الجامع" ١/ ٣٨٨ (١٢٢٥)، و"سلسلة الأحاديث الصحيحة" ٤/ ٣٣ (١٥٢٨).
(٣) في (س): (والكلبي) زيادة.
وانظر: "تفسير مقاتل" ١٥٨ ب، و"تنوير المقباس" ٦/ ٩١، و"جامع البيان" ٢٨٧/ ٨٩، و"أسباب النزول" للواحدي ٥٠٢.
(٤) انظر: "معاني القرآن" ٥/ ١٨٤.
وقال النحاس: أهل التفسير على أن المعنى أنه إن اتقى الله جل وعز وطلق واحدة فله مخرج إن أراد أن يتزوج تزوج دن لم يتق الله جل وعز وطلق ثلاثاً فلا مخرج له. وهذا قول صحيح عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وابن عباس بالأسانيد التي لا تدفع. "إعراب القرآن" ٣/ ٤٥٢.
قلت: حمل الآية على العموم أولى، وما ورد عن السلف رحمهم الله هو من باب =


الصفحة التالية
Icon