وتفسيره: لكن إن ألموا تابوا كما قال: ﴿وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (١٩) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى﴾ [الليل: ١٩ - ٢٠]. فابتغاء وجه ربه من نعمة لأحد.
والمعنى، ولكنه يبتغي، قال: وقال ابن أحمر-وأراد أن يخدع من يخاطبه- فقال:
قد قلتُ في بعضِ مَا أَقولُ لَهَا | قَولةَ نَزْرِ الكَلامِ مُحْتَشِمِ |
قَد حَرَّمَ اللهُ كلَّ فَاحشةٍ | ورَخَّصَ اللهُ منكِ في اللَّمَمِ |
فأنكرت ذاك وهي صالحةٌ | مِنْ نِسوةٍ لا يَجُدْنَ بالتُّهَمِ |
وقال قوم: اللَّمَمُ على القول الثاني من جنس الفواحش والاستثناء وقع من الجنس، ومعنى الآية: إلا أن يلم بالفاحشة ثم يتوب، ويقع الوقعة ثم ينتهي، واسم اللممِ يدل على التوبة والانتهاء، لأنه إنما يسمى لمما إذا لم يمعن فيه، والصحيح هو الأول؛ لأن هذا يؤدي إلى إباحة اللمم (٢). وذكر في الآية قولان آخران:
(١) لم أقف على كلام المبرد هذا. ولا على أبيات ابن أحمر.
(٢) قال ابن جرير: (وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال: إلا بمعنى الاستثناء المنقطع، ووجه معنى الكلام: إلا الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم بما دون كبائر الإثم، ودون الفواحش الموجبة للحدود في الدنيا والعذاب في الآخرة...) "جامع البيان" ٢٧/ ٤١. وانظر: "إعراب القرآن" للنحاس ٣/ ٢٧١، و"فتح القدير" ٥/ ١١٣، ونسبه للجمهور.
(٢) قال ابن جرير: (وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال: إلا بمعنى الاستثناء المنقطع، ووجه معنى الكلام: إلا الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم بما دون كبائر الإثم، ودون الفواحش الموجبة للحدود في الدنيا والعذاب في الآخرة...) "جامع البيان" ٢٧/ ٤١. وانظر: "إعراب القرآن" للنحاس ٣/ ٢٧١، و"فتح القدير" ٥/ ١١٣، ونسبه للجمهور.