قوله تعالى ﴿كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ﴾ تفسير الجراد قد تقدم في سورة الأعراف (١).
قال مقاتل: فيكثرون من الكثرة كأنهم جراد حين انتشر من موضعه (٢).
وقال الكلبي: ينبث بعضهم في بعض (٣).
قال أهل المعاني: المعنى أنهم يخرجون فزعين لا يهتدون فيدخل بعضهم في بعض لا جهة لأحد منهم يقصدها، فشبههم في هذا الوقت بالجراد؛ لأن الجراد لا جهة لها فتكون أبدًا مختلفة بعضها في بعض (٤).
٨ - قوله تعالى: ﴿مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ﴾ قال ابن عباس: مقبلين إلى الصوت، وقال مقاتل: مقبلين سراعًا إلى صوت إسرافيل (٥).
وذكر في تفسير مهطعين قولان: أحدهما: مسرعين. والآخر: ناظرين مديمي النظر (٦)، وقد ذكرنا ما فيه عند قوله ﴿مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ﴾ [إبراهيم: ٤٣].
قوله تعالى: ﴿يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ﴾ قال ابن عباس: يوم القيامة عسر على الكافرين، وعلى المؤمنين سهل يسير (٧).
قال مقاتل: يهون على المؤمنين الحشر، والكفار ينكبون على

(١) عند تفسيره الآية ١٣٣ من سورة الأعراف.
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" ١٣٢ ب.
(٣) انظر: "الوسيط" ٤/ ٢٨، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٥٩.
(٤) انظر: "الوسيط" ٤/ ٢٨، و"البحر المحيط" ٨/ ١٧٦، و"روح المعاني" ٨/ ٢٧
(٥) انظر: "تفسير مقاتل" ١٣٢ ب، و"الكشف" ٢٣ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٦.
(٦) انظر: "جامع البيان" ٢٧/ ٥٣، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ١٣، و"تهذيب اللغة" ١/ ١٣٤، و"اللسان" ٣/ ٨١١.
(٧) انظر: "الوسيط" ٤/ ٢٨.


الصفحة التالية
Icon