١١]، وما كف عن خبره فمجازه عند العرب تفخيم للأمر، يقولون: لو رأيت فُلاناً وفي يده السيف. وتأويل هذا تعظيم أمره (١). وقد ذكرنا (٢) هذا في مواضع (٣).
ومعنى "القارعة": التي تقرع قلوب العباد بالمخافة إلى أن يصير المؤمنون إلى الأمن بالجنة.
قال أهل التأويل: وإنما حسن أن توضع "القارعة" موضع "الحاقة" لتذكر بهذه الصفة الهائلة بعد ذكرها بأنها "الحاقة" (٤).
و"القارعة" يراد بها: القيامة في هذه الآية عند (قول جميع) (٥) المفسرين (٦)، وذكر في بعض التفسير (٧): أنها العذاب الذي نزل بهم،

(١) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٢) بياض في (ع).
(٣) نحو ما جاء في سورة المدثر ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (٢٦) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (٢٧)﴾، والمرسلات: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (١٤)﴾، والانفطار: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (١٧)﴾. وغير ذلك مما ماثله من الآيات.
(٤) لم أعثر على من قال بذلك، وقد ورد معنى هذا القول عند الفخر من غير عزو. انظر: "التفسير الكبير" ٣٠/ ١٣٠.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٦) قال بذلك ابن عباس، والضحاك، وابن زيد، وقتادة، ومقاتل. انظر: "جامع البيان" ٢٩/ ٤٨، و"معالم التنزيل" ٤/ ٣٨٦، و"زاد المسير" ٨/ ٧٩. وقالا به أيضًا، ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣٥٦، والقرطبي ١٨/ ٢٥٧، وعزاه الخازن إلى ابن عباس "لباب التنزيل" ٤/ ٣٠٣، وابن كثير ٤/ ٤٤٠، وعزاه صاحب "الدر المنثور" إلى ابن عباس ٨/ ٢٦٤، والسجستاني في "نزهة القلوب" ٣٧١، وابن الملقن في "تفسير غريب القرآن" ٤٨٩، والخزرجي في "نفس الصباح" ٢/ ٧٣٠.
(٧) قال المبرد. انظر: "فتح القدير" ٥/ ٢٧٩، وذكر هذا القول من غير عزو في "معالم التنزيل" ٤/ ٣٨٦، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٢٥٨.


الصفحة التالية
Icon