وقال الكلبي: يعني بالشرك (١).
وقال مقاتل: يعني بالكفر (٢).
قال الزجاج: (بالخطأ العظيم) (٣). وهو قول الفراء (٤)، والكسائي (٥). فالخاطئة: مصدر كالخطأ والخطيئة، وهي الكفر والتكذيب. يدل عليه قوله: ﴿فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ﴾. قال الكلبي: يعني موسى بن عمران (٦).
وقال مقاتل: يعني لوطًا (٧).
فذهب الكلبي بقوله: ﴿عَصَوْا﴾ إلى فرعون وقومه، وذهب مقاتل إلى المؤتفكات، والوجه أن يقال: المراد بـ"الرسول" كلاهما للخبر عن

(١) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثل قوله عند البغوي من غير عزو. انظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٣٨٦.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله عند الثعلبي من غير عزو. انظر: "الكشف والبيان" جـ١٢، ١٧٦/ أ.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢١٥ بنصه.
(٤) لم أجد قوله في المعاني، وإنما وجدت معناه في التهذيب، والعبارة عنده قال الفراء يُصْرف عن الإيمان من صُرِف، كما قال: ﴿أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا﴾ [الأحقاف: ٣٢]، يقول: لتصرفنا وتصدنا. "تهذيب اللغة" ١٠/ ٣٩٥ مادة (أفك)، وانظر: "لسان العرب" ١/ ٣٩١ مادة (أفك).
(٥) ورد معنى قوله في المرجعين السابقين، والعبارة عنه أبو عبيد عن الكسائي تقول العرب يالِلأفيكة، ويا لَلأفيكة، بكسر اللام وفتحها، فمن فتح اللام فهي لامُ الاستغاثة، ومن كسرها فهي تعجب، كأنه قال: يا أيها الرجل، اعجب لهذه الأفيكة، وهي الكِذبة العظيمة.
(٦) ورد قوله في "المحرر الوجيز" ٥/ ٣٥٨، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٣٦٢.
(٧) ورد القول في "تفسير مقاتل" ٢٠٦/ ب، وفي "معالم التنزيل" ٤/ ٣٨٦ من غير عزو، وعزاه ابن عطية إلى بعضهم في "المحرر الوجيز" ٥/ ٣٥٨.


الصفحة التالية
Icon