وتعمل بالموعظة، والمعنى لصاحب الأذن.
قال أهل المعاني: ووجه التذكير في هذا أن نجاة قوم نوح من الغرق بالسفينة، وتغريق مَنْ سواهم يقتضي مدبرًا (١) قادرًا على ما شاء (٢). وقراءة العامة: ﴿وَتَعِيَهَا﴾ بكسر العين (٣).
وروي عن ابن كثير: (وتَعْيَها) ساكنة العين (٤)، كأن حرف المضارعة (٥) مع مَا بَعْدَهُ بمنزلة (فَخْذٍ) فأسْكن كما يُسكن (كتِف) ونحوه؛ لأن حروف المضارعة لا تنفصل من الفعل، فأشبه ما هو من نفس الكلمة، وصار كقول من قال: وَهْوَ، وَهْيَ. ومثل ذلك قوله: ﴿وَيَتَّقْهِ﴾ [النور: ٥٢] في قراءة من سكن القاف (٦)، وقد سبق الكلام في نحو هذا (٧).

(١) في (أ): مدرًا.
(٢) لم أعثر على مصدر لقولهم.
(٣) وهم: نافع المدني، وابن كثير المكي، وأبو عمرو بن العلاء، وابن عامر الدمشقي، وعاصم بن أبي النجود الكوفي، وحمزة بن حبيب الزيات، وأبو الحسن علي بن حمزة الكسائي، وأبو جعفر يزيد بن القعقاع، ويعقوب الحضرمي، وخلف ابن هشام البزاز. انظر كتاب: "السبعة" لابن مجاهد: ٦٤٨، و"الحجة" ٦/ ٣١٦، و"المبسوط في القراءات العشر" للأصبهاني ٣٧٩، و"تحبير التيسير في قراءة الأئمة العشرة" لابن الجزري ١٩٢.
(٤) وهي رواية القواس عن ابن كثير. انظر: "الحجة" ٦/ ١٣٥، كتاب السبعة ٦٤٨، و"المبسوط" ٣٧٩. وقال ابن الجزري في قراءة: ﴿وَتَعِيَهَا﴾ وجاء عن ابن كثير وعاصم وحمزة في ذلك ما لا يصح. قلت: وهذا رأي لابن الجزري لا يعارض بما أثبت في كتاب "الحجة" من صحة القراءة، والله أعلم. انظر: "تحبير التيسير" ١٩٢، و"مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه ١٦١.
(٥) بياض في (ع).
(٦) انظر: "الحجة": ٦/ ٣١٦ بتصرف، وانظر: "التفسير الكبير" ٣٠/ ١٠٧.
(٧) ومما جاء في قراءة: ﴿وَيَتَّقْهِ﴾ بسكون القاف، وكسر الهاء مختلسة، وهي قراءة =


الصفحة التالية
Icon