أراد: عن مصرعه. قال الله تعالى: ﴿فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا﴾ [الفرقان: ٥٩]، وهذا قول الأخفش، قال: أي سأل (١) عن عذاب الله، يقال: خرجنا نسأل (٢) عن فلان وبفلان (٣)، ونحو ذلك قال الزجاج (٤).
وقال أبو علي الفارسي: (سأل سائل النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو المسلمين بعذاب واقع، فلم يذكر المفعول الأول لـ: "سأل" -هذا ما ذكره المفسرون (٥)، وأهل المعاني (٦) في هذه الآية-، وهو كله على قراءة من قرأ: (سأل) بالهمز (٧)، فاما من قرأ (سأل) بغير همز (٨)، فله وجهان:
أحدهما: أنه أراد سأل بالهمز، فخفف وقلب (٩)، كما قال:

(١) في (أ): سل.
(٢) في (أ): نسئل.
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٤) انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢١٩.
(٥) سبق ذكره عند قوله تعالى: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ﴾ من هذه السورة، آية: ١.
(٦) انظر قول الفراء في "معاني القرآن" ٣/ ١٨٣، والزجاج في "معاني القرآن" ٥/ ٢١٩.
(٧) قرأ بذلك: ابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف. انظر: "الحجة" لأبي علي ١٧/ ٣٦، و"الكشف" لمكي ٢/ ٣٣٤، و"النشر" ٢/ ٣٩٠، و"الوافي في شرح الشاطبية" لعبد الفتاح القاضي ٣٧٢، و"البدور الزاهرة" للمؤلف السابق ٣٢٥. قال مكي: "وحجة من قرأ بالهمز أنه جعله من السؤال، فأتى به على أصله -وهو الاختيار- لأن الأكثر عليه، والمعنى به أمكن، وأكثر التفسير عليه؛ لأن الكفار سألوا تعجيل العذاب، وقالوا: متى هو". "الكشف" ٢/ ٣٣٥.
(٨) قرأ بذلك: نافع، وابن عامر، وأبو جعفر. انظر: المراجع السابقة.
(٩) قال عبد الفتاح القاضي: "وهذه الألف -يعني في "سأل"-: يحتمل أن تكون مبدلة من الواو، والأصل سول، تحركت الواو، وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفًا. ويحتمل أن تكون مبدلة من الهمزة؛ بمعنى أن الهمزة المفتوحة خففت على غير قياس. ويحتمل أن تكون مبدلة من الياء". "الوافي في شرح الشاطبية" ٣٧٢ - ٣٧٣.


الصفحة التالية
Icon