والمعنى على هذا: أن ذلك الوادي يسيل بعذابهم، فذلك الوادي عذاب لهم على ما أراد الله تعالى وقدره.
(ولم يختلفوا في همزة (سائل)، ولا يجوز فيه غير الهمز؛ لأنه إن كان من: (سال) المهموز، فهو بالهمز، وإن لم يكن من المهموز فهو بالهمز أيضًا، نحو: قليل، وخائف، وذلك أن العين اعتل في الفعل، فاعتل في اسم الفاعل أيضًا، وإعلالها لا يكون بالحذف للالتباس؛ فإذا لم يكن بالحذف كان بالقلب إلى الهمز، إلا أنك إن شئت خففت الهمز، فجعلتها بين بين (١)) (٢). وهذا ما أحكمنا بيانه في (قوله) (٣): ﴿مَعَايِشَ﴾ (٤).
قوله تعالى: ﴿لِلْكَافِرِينَ﴾ قال الفراء: التقدير في الآية: بعذاب للكافرين واقع، فـ: "الواقع" من نعت (٥) العذاب (٦)، واللام دخلت للعذاب لا للواقع.
والمعنى: إن هذا العذاب الذي سأل النضر في الدنيا هو للكافرين في الآخرة، فلا يدفعه (٧) عنهم أحد. قاله مقاتل (٨)، وهو قوله: {لَيْسَ لَهُ
(٢) ما بين القوسين من قول أبي علي، نقله عنه الواحدي بتصرف. "الحجة" ٦/ ٣١٨.
(٣) ساقطة من: (أ).
(٤) انظر تحقيق المسألة في "سر صناعة الإعراب" ١/ ٤٨ - ٤٩.
(٥) يراد به الوصف والصفة، والتعبير بـ: "نعت" من اصطلاح الكوفيين. انظر: "نحو القراء الكوفيين" ٣٤٠.
(٦) بياض في: (ع).
(٧) "معاني القرآن" ٣/ ١٨٢ بنصه.
(٨) "تفسير مقاتل" ٢٠٨/ ب.