وقال قتادة: ذي الفواضل والنِّعم (١).
ومعنى هذا: أن لإنعامه وفواضله مراتب، وهي تقع بالناس على درجات مختلفة، فالمعارج: مراتب العامة على الخلق.
وذكر في التفسير أيضًا أن المعارج: معالي الدرجات التي يعطيها أولياءه في الجنة (٢).
قوله تعالى: ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ﴾ الظاهر أنه إلى الله (٣).
والمعنى: إلى الموضع الذي أمرهم الله بالعُروج إليه (٤)، كقوله

(١) "جامع البيان" ٢٩/ ٧٠، و"الكشف والبيان" ١٢/ ١٨١/ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٣٩٢، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٣٦٥، و"زاد المسير" ٨/ ٩٠، و"التفسير الكبير" ٣٠/ ١٢٢، الجامع لأحكام القرآن ١٨/ ٢٨١، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٤٦، و"الدر المنثور" ٨/ ٢٧٨ وعزاه إلى عبد بن حميد.
(٢) ذكر معنى ذلك عن ابن عباس، قال: العلو والفواضل. "جامع البيان" ٣٠/ ٧٠، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٤٦، و"الدر المنثور" ٨/ ٢٧٨ وعزاه إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والقرظي. انظر: "الكشف والبيان" ١٢/ ١٨١/ ب، وعبارته: "ذي الفضائل العالية". وورد هذا القول من غير عزو في "التفسير الكبير" ٣٠/ ١٢٢.
(٣) بمعنى أن "الهاء" في: "إليه" عائدة إلى الله، وهذا قول المفسرين.
انظر: "جامع البيان" ٢٩/ ٧٠، و"الكشف والبيان" ١٢/ ١٨٢/ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٣٩٢، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٣٦٥، و"زاد المسير" ٨/ ٩٠، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٠٨، و"تفسير ابن كثير" ٤/ ٤٤٦.
(٤) وقوله: "إلى الموضع" يعني -والله أعلم- أن "الهاء" في قوله تعالى: ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ﴾ عائدة إلى المكان والموضع لا إلى جهة الله سبحانه وتعالى، وعلوه على خلقه. وهذا القول فيه من المخالفة للمذهب الصحيح، والعقيدة الحقة التي عليها سلف الأمة من أهل السنة والجماعة من إثبات علو الله سبحانه على خلقه. وقد دلت الأدلة على ثبوت صفة العلو لله -سبحانه-، منها آية المعارج هذه: ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤)﴾. =


الصفحة التالية
Icon