معرفتكم (١).
قال الزجاج: أي يؤخركم عن العذاب، فتموتوا غير ميتة المُستأصَلين بالعذاب (٢). هذا كلامهما.
(وليس فيه ما يَدفع قول أهل (٣) القدر؛ لأن ظاهر قوله: ﴿وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ أنهم إذا آمنوا (٤) بقوا إلى أجلهم المسمى، وإذا لم يؤمنوا عوجلوا بالعذاب قبل الأجل، والصحيح في هذا ما روى عطاء عن ابن عباس قال: ينسى في أعماركم (٥)؛ وذلك أن الله كان قد قضى قبل أن خلقهم، أنهم إن آمنوا بارك الله في أعمارهم (٦)، وإن لم يؤمنوا عوجلوا بالعذاب المهلك، فبأي الأجلين (٧) هلكوا كان ذلك بقضاء من الله وقدر.
هذا معنى قول ابن عباس: (ينسى في أعماركم (٨)) (٩).

(١) "معاني القرآن" ٣/ ١٨٧ بتصرف يسير.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٢٨ بنصه.
(٣) في (أ): هذا.
(٤) غير واضحة لبياض في: (ع).
(٥) "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٢٩٩.
(٦) بارك الله في أعمارهم: غير واضح في: (ع).
(٧) بالعذاب المهلك فبأي الأجلين: غير واضح في: (ع).
(٨) غير واضح لبياض في: (ع).
(٩) ما ورد بين القوسين من كلام الواحدي، وهو يدل على أمرين: أحدهما: ترجيح الإمام الواحدي إلى ما ذهبت إليه المعتزلة من إثبات أن للإنسان أجلين، وهذا ما يُفهم من قوله: "وليس فيه ما يدفع قول أهل القدر إلى قوله: وإذا لم يؤمنوا عوجلوا بالعذاب قبل الأجل". فتضعيفه لقولي الإمامين أراد به تقوية جانب الاستدلال بظاهر الآية إلى ما تزعمه المعتزلة من أن للإنسان أجلين. هذا وإن كان ما ذهب إليه الإمامان من رد على القدرية، فوجهه ضعيف؛ لأن ما ذكراه من معنى صحيح في =


الصفحة التالية
Icon