﴿وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ قال مقاتل: كانوا [يسخطون] (١) الله فأهلك كل شيء لهم، ودفنت أنهارهم، فدعاهم نوح إلى توحيد الله، وقال: إنكم إذا وحدتم تصيبوا الدنيا والآخرة (٢).
وقال أبو إسحاق (٣): أعلمهم أن إيمانهم بالله يجمع لهم من الحظ الوافر في الآخرة، والخِصْب والغنى في الدنيا (٤).
قوله تعالى: ﴿مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (١٣)﴾ الرجاء هاهنا بمعنى الخوف -ذكرنا ذلك فيما تقدم (٥) -
ومنه قول الهذلي (٦):
إذا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لمْ يَرْجُ لسْعَها (٧)

(١) في (أ): يسخطو، وغير مقروءة في: (ع).
(٢) "تفسير مقاتل" ٢١٠/ أ.
(٣) بياض في: (ع).
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٢٩ بنصه.
(٥) منها في سورة يونس: ١٥: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (٧)﴾ فجاء أيضًا أن الرجاء: الخوف. والآية: ١٥ من السورة نفسها: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥)﴾. جاءت في تفسير الرجاء أنه الخوف. انظر: تفسير البسيط: ٣: ٥/ أ. وكذا سورة الفرقان: ٢١: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (٢١)﴾ وأيضًا جاء تفسير الرجاء: الخوف. المرجع السابق: ٤/ ٦٣/ ب.
(٦) الهذلي: هو أبو ذؤيب؛ خويلد بن خالد بن محرث بن زبيد بن مخزوم بن هزيل، تقدم.
(٧) هذا صدر بيت، وعجزه: =


الصفحة التالية
Icon