والقول في تزَمُّلِهِ عليه السلام (١) ما ذكره ابن عباس، فقد روى في حديث المبعث (٢) أنه كان يأتي أهله فيقول: "زملوني زملوني" (٣).
قالوا (٤): وخوطب بهذا (٥) الخطاب؛ لأنه في أول ما بدئ بالوحي

= المسير" ٨/ ١١٢، حاشية ٣ ورد بيت الشعر في النسخة الأزهرية، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٣٠، و"الدر المصون" ٦/ ٤٠١.
(١) في (ع): -صلى الله عليه وسلم-.
(٢) بياض في (ع).
(٣) الحديث أخرجه البخاري في "الجامع الصحيح" ١/ ١٤، ح: ٣، كتاب: الوحي باب: ١٣، وجـ: ٣/ ٣٢٧، ح: ٤٩٥٣ - ٤٩٥٤، كتاب: التفسير باب: ٩٦، ٤/ ٢٩٥، ح: ٢٩٨٢، كتاب: التعبير باب أول ما بدئ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصادقة، من طريق عائشة أم المؤمنين أنها قالت: أول ما بُدئ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزود لمثلها، حتى جاء الحق، وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣)﴾، فرجع بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- فقال: زمِّلوني، زمِّلوني... " الحديث. كما أخرجه مسلم ١/ ١٣٩، ١٤٣، ح: ٢٥٢، ٢٥٥، كتاب الإيمان: باب بدء الوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والإمام أحمد في "المسند" ٣/ ٣٢٥، ٣٧٧، ٦/ ٢٢٣ بمعناه، ٢٣٣.
(٤) أي الحكماء كما ذكر الثعلبي في "الكشف والبيان" جـ: ١٢: ١٩٨/ أ - ب، والبغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٤٠٦، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٨/ ١١٢، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٣١.
(٥) بياض في (ع).


الصفحة التالية
Icon