وقال اللبث: البتْل: تمييز الشيء من الشىِء، والبَتول: كل امرأة تنقبض [عن] (١) الرجال لا شهوة لها، ولا حاجة فيهم، ومنه التَّبتُّل: وهو ترك النكاح، والزهد فيه.
وقال (ربيعة) (٢) بن مَقْرُوم (٣):

لو أنها عَرَضت لأشْمَطَ راهب عبدَ الإلهَ صرورةً متبتِّلِ (٤)) (٥)
هذا معنى الحرف في اللغة، وأما في الآية، فقال أبو إسحاق: انقطع إليه في العبادة (٦).
وقال الفراء: يقال للعابد إذا ترك كل شيء، وأقبل على العبادة: قد
= ٥/ ٢٤١، وانظر: "تهذيب اللغة" ١٤/ ٢٩١.
(١) في (أ)، و (ع) من، والمثبت من "تهذيب اللغة".
(٢) ساقط من (أ).
(٣) ربيعة بن مقروم بن قيس ببن جابر بن خالد بن إلياس بن مضر بن نزار، شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، عاش في الإسلام زمانًا، شهد القادسية، وجلولاء، وهو من شعراء مضر المعدودين. انظر: "الشعر والشعراء" ١٩٨، و"خزانة الأدب" ٨/ ٤٣٨، و"المفضليات" لأبي العباس المفضل الضبي: ٣٥٥، و"الأغاني" ١٩/ ٩٠.
(٤) في (أ): متعبد. وورد البيت منسوبا في "تهذيب اللغة" ٤/ ٢٩١ مادة: (بتل)، و"لسان العرب" ١١/ ٤٣ مادة: (بتل)، و"غريب الحديث" لأبي عبيد: ٢/ ١٧١، و"الأغاني" ١٩/ ٩٢، وقد وجدت البيت للنابغة في "ديوانه" ٤١ ط المؤسسة العربية برواية "متعبد" بدلاً من "متبتل"، وكذلك نسبه أبو عبيد في "غريب الحديث" للنابغة أيضًا ١/ ٤٢١، ومعنى البيت: الراهب: العابد، الأشمط: الذي خالطه الشيب، الصرورة: الذي لم يتزوج. "ديوان النابغة" ٤١.
(٥) ما بين القوسين نقله الإمام الواحدي عن "تهذيب اللغة" ١٤/ ٢٩١ مادة: (بتل).
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٤١ بنصه.


الصفحة التالية
Icon