وذلك حين يقال لآدم: (قم فأبعث بعث النار) (١)
وذكرنا ذلك عند قوله: ﴿يَوْمَ تَرَوُنَهَا﴾ (٢).

(١) الحديث أخرجه البخاري ٤/ ١٩٦٧، ح ٦٥٣٠، في الرقاق، باب قوله عز وجل: ﴿إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾، من طريق أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يقول الله: يا آدم، فيقول: لبَّيْك وسعديك والخير في يديك، قال: يقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فذلك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد... " الحديث. كما أخرجه البخاري: ٢/ ٤٥٨ ح: ٣٣٤٨ كتاب الأنبياء، باب: ٧. ومسلم ١/ ٢٠١ ح ٣٧٩، كتاب الإيمان، باب ٩٦. والترمذي في "سننه" ٤/ ٢٢٥٨ ح: ٢٩٤٠، كتاب الفتن: باب ٢٣، ٥/ ٣٢٢ ح: ٣١٦٨، كتاب التفسير، باب ٢٣، من طريق يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود قال عبد الله بن عمرو. والنسائي في "تفسيره" ٢/ ٤٧٤ ح: ٦٤٩، من طريق الترمذي.
(٢) سورة الحج: ٢: ﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (٢)﴾، وقد جاء في تفسيرها " ﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا﴾: ترون تلك الزلزلة، ﴿تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ﴾، أي: في ذلك اليوم، ﴿عَمَّا أَرْضَعَتْ﴾ تنسى وتترك كل والدة ولدها، يقال: ذهل عن كذا يذهل ذهولًا إذا تركه أو شغله عنه شاغل، قال الحسن: تذهل المرضعة عن ولدها لغير فطام، وتضع الحامل ما في بطنها لغير تمام، وهو قوله: ﴿وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا﴾ يعني من هول ذلك اليوم، وهذا يدل على أن هذه الزلزلة تكون في الدنيا؛ لأن بعد البعث لا يكون حبلى، وعند شدة الفزع تلقي المرأة جنينها، ﴿وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى﴾ من شدة الخوف، ﴿وَمَا هُمْ بِسُكَارَى﴾ من الشراب. هذا قول جميع المفسرين. والمعنى: ترى الناس كأنهم سكارى من ذهول عقولهم لشدة ما يمر بهم يضطربون اضطراب السكران من الشراب، يدل على صحة هذا قراءة من قرأ "وتُرى الناس" بضم التاء، أي تظنهم، ولكن عذاب الله شديد" دليل على أن سكرهم من خوف العذاب". نقلت المختصر من الوسيط في تفسير القرآن العزيز: ٣/ ٢٥٧ - ٢٥٨، وما جاء فيه قد احتواه "البسيط" جـ: ٤: ٢/ أ - ب.


الصفحة التالية
Icon