وقال (١) الكلبي: يقول: المأثم فاترك، ولا تقربه (٢).
"والرجز" معناه في اللغة: العذاب (٣)، ذكرنا ذلك في قوله: ﴿لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ﴾ [الأعراف: ١٣٤]، وغيره من الآيات (٤).
(ويكون التقدير: وذا الرجز فاهجر، أي ذا العذاب، يعني: ما يؤدي إلى العذاب) (٥) من الإثم، (والشيطان) (٦)، والأوثان، (والشرك، وهو قول الضحاك (٧)) (٨).

(١) في (ع): قال.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٣) انظر مادة (رجز) في: "تهذيب اللغة" ١٠/ ٦١٠، معجم "مقاييس اللغة" لابن فارس: ٢/ ٤٨٩، و"لسان العرب" ٥/ ٣٤٩، و"معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٤٥.
(٤) سورة البقرة: ٥٩: ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (٥٩)﴾.
"قال أهل اللغة: وأصل الرجز في اللغة: تتابع الحركات، ومن ذلك قولهم: "ناقة رجزاء" إذا كانت قوائمها ترتعد عند قيامها، ومن هذا: رجز الشعر؛ لأنه أقصر أبيات الشعر، فالانتقال من بيت إلى بيت سريع، أو لأن الرجز في الشعر متحرك، وساكن، ثم متحرك وساكن في كل أجزائه، فهو كالرعدة في رحل الناقة تتحرك ثم تسكن وتستمر على ذلك، فحقيقة معنى الرجز: أنه العذاب المقلقل لشدته قلقلة شديدة متتابعة.
ومن الآيات التي ورد فيها لفظ "الرجز" قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (١٣٥)﴾ [الأعراف: ١٣٥].
وقوله تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ﴾ [الأنفال: ١١].
(٥) ما بين القوسين نقله الواحدي بتصرف عن أبي علي. انظر: "الحجة" ٦/ ٣٣٨.
(٦) ساقط من: (أ).
(٧) "الكشف والبيان" ١٢/ ٢٠٦/ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤١٣، و"زاد المسير" ٨/ ١٢٢.
(٨) ما بين القوسين ساقط من: أ.


الصفحة التالية
Icon