وذكر الفراء (١)، والكسائي (٢) (٣)، (والزجاج (٤)) (٥) وجهًا آخر وهو: أن يكون الوحيد من صفة الله -عز وجل- على معنى: ذرني ومن خلقته وحدي لم (٦) يشركني في خلقه أحد، أي فأنا أعلم به، وأقدر عليه.
وروى عطاء عن ابن عباس في قوله: "وحيدًا"، قال: يريد الوليد بن المغيرة، وكان يقول: أنا الوحيد بن الوحيد، ليس (لي) (٧) في العرب نظير، ولا لأبي المغيرة نظير، وكان يسمى الوحيد في قومه (٨)، وهذا غير صحيح أنه لا يجوز أن يكون تفسيرًا لقوله: "خلقت وحيدًا"؛ لأن الله تعالى لا يصدقه في دعواه أنه وحيد، لا نظير له، فيقول: خلقته وحيدًا (٩).

(١) "معاني القرآن" ٣/ ٢٠١.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٣) في (ع) ورد هكذا: الكسائي والفراء.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٤٦.
(٥) ما بين القوسين ساقط من: (أ).
(٦) في (أ): لا.
(٧) ساقط من: (أ).
(٨) ورد قوله في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٦٩.
(٩) قوله: "وحيدًا" جاء على سبيل التهكم والسخرية؛ لا أن الله صدّقه بأنه وحيد. قال بذلك القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٦٩.
وقال الزمخشري: ولعله لقب بذلك -يعني وحيدًا- بعد نزول الآية، فإن كان ملقبًا به قبل، فهو تهكم به وبلقبه، وتغيير له عن الغرض الذي كانوا يؤمونه من مدحه والثناء عليه بأنه وحيد قومه لرياسته ويساره، وتقدمه في الدنيا إلى وجه الذم والعيب، وهو أنه خلق وحيدًا لا مال له ولا ولد، فآتاه الله ذلك، فكفر بنعمة الله وأشرك واستهزأ بدينه. "الكشاف" ٤/ ١٥٧.


الصفحة التالية
Icon