الفراء (١)، والزجاج (٢)) (٣)؛ ويدل على صحته (٤) قوله: ﴿صُحُفًا مُنَشَّرَةً﴾ بلفظ الجمع لكل امرئ منهم، والصحف: الكتب، واحدتها (٥) صحيفة.
قال الليث: ومن النوادر أن تجمع فعيلة على فُعُل، مثل سفينة وسُفُن، وكان قياسهما: صحائف وسفائن (٦).
و ﴿مُّنَشَّرَةً﴾ معناها منشورة، والتفعيل (٧) للكثرة في الجمع.
قال الله: ﴿كَلَّا﴾، قال مقاتل: لا يؤتون (٨) الصحف (٩).
﴿بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ﴾ قال عطاء: أي النار والعقاب (١٠).
والمعنى: أنهم لو (١١) خافوا الآخرة لما اقترحوا الآيات بعد قيام الدلالة ووضوح المعجزة، واشتغالهم بالاقتراحات دليل على أنهم لا يخافون النار.
﴿كَلَّا﴾ أي: حقًّا، ﴿إِنَّهُ﴾، يعني: القرآن، ﴿تَذْكِرَةٌ﴾، تذكير وموعظة، ﴿فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ﴾ قال ابن عباس: (اتعظ) (١٢) (١٣).

(١) "معاني القرآن" ٣/ ٢٠٦.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٠.
(٣) ما بين القوسين ساقط من: (أ).
(٤) في (أ): صحة.
(٥) في (أ): واحدها.
(٦) "تهذيب اللغة" ٤/ ٢٥٤ مادة: (صحف)، نقله عنه بنصه.
(٧) في (أ): الفعيل.
(٨) في (ع): تؤتون.
(٩) "تفسير مقاتل" ٢١٧/ أ، قال: "لا يؤمنون بالصحف".
(١٠) لم أعثر على مصدر لقوله.
(١١) زاد في (أ): أنهم، ولم تذكر في (ع)، وهو الصواب، لاستقامة المعنى بدونها.
(١٢) لم أعثر على مصدر لقوله، وورد من غير نسبة في الوسيط: ٤/ ٣٨٨.
(١٣) ما بين القوسين ساقط من: (أ).


الصفحة التالية