صوت الحمار (١). وقال عطاء: يريد: سمعوا لأهلها شهيقًا (٢)، فجعل (٣) الشهيق لأهل جهنم دونها. والقول هو الأول (٤).
وقا الزجاج: يسمع الكفار للنار شهيقًا، وهو أقبح الأصوات، وهو كصوت الحمير (٥).
وقال المبرد: هو -والله أعلم- تنفس كتنفس المتغيظ (٦). وتفسير الشهيق قد سبق (٧).
قوله ﴿وَهِيَ تَفُورُ﴾ قال الليث: كل شيء جاش فقد فار، وهو فور القدر، والدخان، والغضب، والماء من العين (٨).

(١) انظر: "تفسير مقاتل" ١٦١ ب.
(٢) انظر: " التفسير الكبير" ٣٠/ ٦٣.
(٣) في (ك): (فجعلها).
(٤) ومنه قوله تعالى: ﴿إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا﴾ [الفرقان: ١٢] قال ابن المنير: لا حاجة إلى حمله على المجاز فإن رؤية جهنم جائزة وقدرة الله تعالى صالحة، وقد تضافرت الظواهر على وقوع هذا الجائز، وعلى أن الله تعالى يخلق لها إدراكًا حسيًّا وعقليًّا. ألا ترى إلى قوله: ﴿سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا﴾ وإلى محاجتها مع الجنة، وإلى قولها: ﴿هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾ وإلى اشتكائها إلى ربها فأذن لها في نفسين، إلى غير ذلك من الظواهر التي لا سبيل إلى تأويلها.. "حاشية الكشاف" ٣/ ٩٠.
(٥) انظر: "معاني الزجاج" ٥/ ١٩٩.
(٦) انظر: "التفسير الكبير" ٣٠/ ٦٣.
(٧) عند تفسيره الآية (١٠٦) من سورة هود. الشهيق ردُّ النَّفس. يقال: شَهَقَ يشهَق ويشهِق ويشهُق شهيقًا، وبعضهم يقول: شهوقًا. ونحو هذا روى أبو عبيد عن أبي زيد. وهو قول جميع أهل اللغة. والشهيق آخر صوت الحمار إذا نهق. وقيل: الشهق في الصدر. وعن ابن عباس: الزفير الصوت الشديد، والشهيق: الصوت الضعيف.
(٨) انظر: "تهذيب اللغة" ١٥/ ٢٤٧ (فاز)، و"اللسان" ٢/ ١١٤٣ (فور).


الصفحة التالية
Icon