لتنبئ عن شدة الاتصال مع تخفيف الكلام بحذف حرف الاعتلال (١).
قال مقاتل: ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ﴾ استفهام (٢)، وذلك أن كفار مكة قالوا: ما يخبركم هذا الرجل، وما جاء به، فأنزل الله: ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ﴾.
وقال الحسن: لما بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- جعلوا يتساءلون بينهم، فنزلت: ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ﴾ (٣).
قال المفسرون (٤): إنهم اختلفوا واختصموا في أمر محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولما جاء به، فجعلوا يتساءلون عما جاء به، فأنزل الله تعالى: (عم يتساءلون عن النبأ العظيم).
قال أبو إسحاق: اللفظ [لفظ] (٥) الاستفهام، والمعنى تفخيم القصة، كما تقول: أي شيء زيدٌ (٦).
ثم بين فقال: ﴿عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾ المعنى: يتساءلون عن النبأ العظيم، وفي انتظام الاثنين وجوه:
أحدها: (أن الكلام تم عند قوله: (يتساءلون) ثم قال: (عن النبأ
(٢) "تفسير مقاتل" ٢٢٤/ أ.
(٣) "جامع البيان" ٣٠/ ١، "الدر المنثور" ٨/ ٣٩٠ وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه. وانظر: "تفسير الحسن البصري" ٢/ ٣٨٧، "لباب النقول في أسباب النزول" للسيوطى ٢٢٦.
(٤) حكاه ابن الجوزي عن المفسرين "زاد المسير" ٨/ ١٦١، ونقل الشوكاني عن الواحدي قول المفسرين في "فتح القدير" ٥/ ٣٦٢ - ٣٦٣.
(٥) في (أ): لفظه، والمثبت من مصدر القول: "معانى القرآن وإعرابه".
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٧١ بنصه.