﴿وَكَأْسًا دِهَاقًا﴾ قال الليث: أدهقت الكأس إذا ملأتها جداً (١)، وكأس دهاق: ممتلئة (٢).
وكذلك قال الكسائي (٣)، والمبرد (٤)، قالوا: هي الملأى تطفح، وليس فيها فضل مخلى، وأنشد المبرد قوله:

ألا اسقني صرفاً سقاك الساقي من مائها بكأسة ماء الدهاق (٥)
[وقال] (٦) ابن عباس: الدهاق: الملأى المترعة التي إذا زدتها فاضت (٧).
(١) ذكر الأزهري معنى هذا القول من غير نسبة قال: (وقال غيره: أدهقت الكأس إلى أضبارها، أي ملأتها إلى أعاليها. وعبارة الليث: أدهقتها: شددت ملأها، قال: والدَّهْدقة: دوران البضع الكثير في القدر إذا غلت، تراها تعلو مرة وتسفل أخرى). "تهذيب اللغة" ٥/ ٣٩٤ (دهق).
(٢) "تهذيب اللغة" المرجع السابق. وقال ابن فارس: (الدال، والهاء، والقاف: يدل على امتلاء في مجيء وذهاب، واضطراب، يقال: أدهقت الكأس ملأتُها). "مقاييس اللغة": ٢/ ٣٠٧ (دهق). وانظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٢/ ١٤٥ (دهق).
(٣) بمعناه في "التفسير الكبير" ٣١/ ٢١، وعبارته: ممتلئة.
(٤) المرجع السابق، وبنفس العبارة أيضًا.
(٥) ورد البيت غير منسوب في "فتح القدير" ٥/ ٣٦٩. ولم أعثر على مصدر لقول المبرد فيما بين يدي من كتبه.
(٦) ساقطة من: أ، وقد أثبت ما رأيت فيه استقامة المعنى.
(٧) ورد قوله مختصرًا في "جامع البيان" ٣٠/ ١٩، "زاد المسير" ٨/ ١٦٦، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٨١، "لباب التأويل" ٤/ ٣٤٨، "الدر المنثور" ٨/ ٣٩٨، "روح المعاني" ٣٠/ ١٨. وانظر: "صحيح البخاري" ٢/ ٤٣١، كتاب بدء الخلق: باب: ٨، و"تفسير ابن عباس" للحميدي: ٢/ ٩٦٣. وانظر: "كتاب البعث" ٢٠٧، رقم: ٣٢٢.


الصفحة التالية
Icon