كأنه قال: أأرجع في صباي، وأمري الأول بعد أن صلعت وشبت (١)؟
وفي الحديث: (أن هذا الأمر لا يترك على حاله حتى يرد على حافرته) (٢)، أي على أول تأسيسه. وأصل هذا من قول العرب: النقد عند الحافرة (٣).
قال أبو العباس: هذه كلمة كانوا يتكلمون بها عند السَّبْق. والحافرة: الأرض المحفورة. يقال (٤): أول (٥) ما يقع حافر الفرس عند السبق على الحافرة فقد وَجَبَ النَّقدُ. -يعني في الرهبان- أي كما يَسْبقُ تقولُ هاتِ النَّقدَ) (٦).
هذا هو الأصل، ثم صار مثلًا لابتداء الشيء، وأوله، وأصله ابتداء السبق -كما ذكرنا- وللمفسرين قول آخر في الحافرة:

= العرب" ٢/ ٢٠٥، وفي "جامع البيان" ٣٠/ ٣٣، "الكشف والبيان" ج ١٣: ٣٦/ أ، "النكت والعيون" ٦/ ١٩٥ برواية: معاذ الله من جهل وطيش، "زاد المسير" ٨/ ١٧٣، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٩٥.
(١) إلى قوله: بعد أن صلعت وشبت ينتهي قول ابن السكيت. انظر: "إصلاح المنطق" ٢٩٥.
(٢) ورد الأثر في "النهاية في غريب الحديث والأثر" ١/ ٤٠٦، كما ورد تحت مادة: (حفر) في "تهذيب اللغة" ٥/ ١٨، "لسان العرب" ٢/ ٢٠٥.
(٣) انظر أيضًا هذا المعنى في "النهاية في غريب الحديث والأثر" ١/ ٤٠٦.
(٤) في (ع): يقول.
(٥) أقل: هكذا وردت في "تهذيب اللغة" ٥/ ١٨ مادة: (حفر).
(٦) ما بين القوسين أي من قوله: قال ابن السكيت.. إلى: كما يسبق تقول هات النقد نقله الإمام الواحدي عن الأزهري من "تهذيب اللغة" ٥/ ١٧ - ١٨ مادة: (حفر).


الصفحة التالية
Icon