المدحوات -بالواو- أيضًا) (١).
وذكرنا الكلام في رتبة (٢) خلق السماء والأرض عند قوله: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ﴾ [فصلت: ١١] في أول حم السجدة (٣).

= والذي وجدته عند أبي الشيخ من طريق البزار مرفوعًا من حديث علي: تبارك رافعها ومدبرها، ثم رمى ببصره -صلى الله عليه وسلم- إلى الأرض، فقال: تبارك داحيها وخالقها). العظمة: ١٩٥: ح: ٥٦٢.
وأورد هذه الرواية الهيثمي من طريق عليًا مرفوعة أيضًا مطولة، وقال: رواه البزار، وفيه من لم أعرفهم. "مجمع الزوائد" ٧/ ٣٢٨.
وقد ضعف محقق العظمة هذه الرواية بناء على كلام الهيثمي رحمه الله.
(١) ما بين القوسين نقله الواحدي عن "تهذيب اللغة" ٥/ ١٩٠ مادة: (دحا) بتصرف. وانظر: "لسان العرب" ١٤/ ٢٥١ مادة: (دحا).
(٢) في الأصل: تربة وهو تصحيف.
(٣) ومما جاء في تفسير قوله تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (١١)﴾: الإشكال بينها وبين آية النازعات.
قال: وقع عد البعض إشكال بين قوله: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ﴾، وبين قوله: ﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾ فقالوا: هذه الآية تدل على أنه خلق الأرض قبل السماء؛ لأنه ذكر خلق الأرض، ثم قال بعد ما فرغ من ذكر خلق الأرض: "ثم استوى إلى السماء"، وقال في موضع آخر: ﴿أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (٢٧) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا﴾ ﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾
فدلت هذه الآية على أنه خلق الأرض بعد السماء، فادعوا التناقض.
ثم رد عليهم بأجوبة، منها:
١ - أن الله تعالى قال: ﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾ ولم يقل خلقها، وابتدأها، أو أنشأها، فابتداء خلق الأرض كان قبل خلق السموات، ثم خلق السموات، ثم دحا بعد ذلك الأرض، أي بسطها ومدها، فقد كانت ربوة مجتمعة. وهذا قول ابن قتيبة.
٢ - أن خلق الله -على ما ذكر الله في سورة فصلت، وقوله: "والأرض بعد ذلك" =


الصفحة التالية
Icon