١٠ - ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ﴾ (١) يعني صحائف بني آدم نشرت.
قال مقاتل: إن المرء إذا مات طويت صحيفة (٢) أعماله، فإذا كان يوم القيامة نشرت، فتعطيهم الحفظة منشورة (٣)، ونحو هذا قال المفسرون (٤): نشرت للحساب.
١١ - قوله (تعالى) (٥): ﴿وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ﴾ (معنى الكَشْطِ في اللغة: رَفْعُك شيئًا عن شيء قد غطاه وغَشِيَه، كما يُكْشَطُ (٦) الجلد عن السَّنام،

(١) ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾.
(٢) في (ع): صحيفته.
(٣) "تفسير مقاتل" ٢٣٠/ أ، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٣٢.
(٤) بمعنى هذا قال قتادة كما جاء في: "تفسير القرآن العظيم"، وعبارته: "قال يا ابن آدم، تملي فيه، ثم تطوى، ثم تنشر عليك يوم القيامة، فلينظر رجل ماذا يملي في صحيفته".
وابن جريج قال: إذا مات الإنسان طويت صحيفته، ثم تنشر يوم القيامة، فيحاسب بما فيها. "الدر المنثور" ٨/ ٤٣١ وعزاه إلى ابن المنذر.
كما ورد معناه في: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٥٢،"زاد المسير" ٨/ ١٩٠، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٣٢، "لباب التأويل" ٤/ ٣٥٦، "البحر المحيط" ٨/ ٤٣٤، "فتح القدير" ٥/ ٣٨٩.
(٥) ساقطة من: ع.
(٦) ورد في التهذيب في المتن: يقشط بدلًا من يكشط، وقد ورد في حاشية التهذيب في النسخة: ل: يكشط. قال المحقق: وهو أنسب. "تهذيب اللغة" ١٠/ ٧: (كشط).
قلت: وهما لغتان، والعرب تقول: القافور والكافور، والقَفّ والكَفّ. لما بينهما من تقارب الحرفين في المخرج تعاقبتا في اللغات كما يقال: جدف وحدث، تعاقبت القاف والثاء في كثير من الكلام. قاله الفراء في: "معاني القرآن" ٣/ ٢٤١. وانظر: "الكشف والبيان" ج ١٣: ٤٦/ أ.


الصفحة التالية
Icon