يقال: سنمتهم العين تسنيمًا، إذا أجريتها عليهم من فوقهم.
وموضوع هذه الحروف على هذا الترتيب (للعُلو، والارتفاع، ومنه سنام البعير. وتسنمت الحائط، إذا علوته) (١).
وهذا معنى قول مجاهد في رواية ابن أبي نجيح: تسنيم يعلو عليهم من فوقها (٢).
٢٨ - (وقوله (٣) تعالي) (٤): ﴿عَيْنًا﴾ (٥)
في انتصابه وجوه: إن جعلنا "التسنيم" اسمًا للماء، فـ"عينًا" تنتصب على وجهين، أحدهما: أعْني عينًا.
والثاني على الحال، والقطع؛ لأن "تسنيم" معرفة، وعينًا نكرة، وإن جعلنا التسنيم مشتقًا من السنام انتصب "عينًا" على أنه مفعول له، كما قال: ﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيمًا﴾ [البلد: ١٤ - ١٥] ويجوز أن يكون منصوبًا بقوله "يسقون عينًا"، أي من عين. وهذا قول الفراء (٦) والزجاج (٧)، (والأخفش) (٨) (٩).
(٢) "جامع البيان" ٣٠/ ١٠٨ قال: تسنيم يعلو.
(٣) في (أ): قوله.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (ع).
(٥) ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ﴾.
(٦) "معاني القرآن" ٣/ ٢٤٩.
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠١.
(٨) "معاني القرآن" ٢/ ٧٣٤ - ٧٣٥.
(٩) ساقط من (أ).