قريش (١). ﴿كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾، يعني أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل: عَمَّار (٢)، وخَبَّاب (٣)، وبلال (٤) وغيرهم.
﴿يَضْحَكُونَ﴾ على وجه السخرية (٥) منهم.
٣٠ - وقوله (٦): ﴿يَتَغَامَزُونَ﴾ (٧)
(يتفاعلون من الغمز، وهي الإشارة بالجَفنِ، والحَاجبِ، ويكون الغمز بمعنى العيب، غمزه إذا عابه، وما في فلان غميزة، أي مَا يعاب به (٨)). والمعنى أنهم يشيرون إليهم بالأعين استهزاء، ويعيبونهم.
٣١ - ﴿وَإِذَا انْقَلَبُوا﴾ (٩) يعني الكفار إلى أهلهم، ﴿انْقَلَبُوا فَكِهِينَ﴾ معجبين بما هم فيه، يتفكهون بذكرهم. قاله الفراء (١٠)، ومقاتل (١١)

(١) قال بذلك الزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠١، والثعلبي في "الكشف والبيان" ج ١٣: ٥٧/ ب.
(٢) تقدم ترجمته في سورة النساء.
(٣) تقدم ترجمته في سورة النحل.
(٤) تقدم ترجمته في سورة النحل.
(٥) وبنحو من هذا القول جاء في "بحر العلوم" ٣/ ٤٥٨، و"الكشف والبيان" ج ١٣/ ٥٧/ ب، وانظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٢، "الكشاف" ٤/ ١٩٧، "زاد المسير" ٨/ ٢٠٨، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٠٢، "لباب التأويل" ٤/ ٣٦٢.
(٦) في (أ): قوله.
(٧) ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾.
(٨) ما بين القوسين نقله عن "تهذيب اللغة": ٨/ ٥٥ - ٥٦: مادة: (غمز)، وانظر: "لسان العرب" ٥/ ٣٨٨، ٣٩٠: مادة: (غمز).
(٩) ﴿وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ﴾.
(١٠) "معاني القرآن" ٣/ ٢٤٩ واللفظ للزجاج.
(١١) لم أعثر على قوله.


الصفحة التالية
Icon