١٥ - قوله تعالى: ﴿ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ﴾ ﴿الْمَجِيدُ﴾ بالرفع مُتبعاً لقوله: ﴿ذُو﴾، وهو أكثر القراءة (١)، والتفسير (٢)، والاختيار؛ لأن الله تعالى هو المجيد الموصوف بالمجد؛ لأن لفظ المجيد لم يسمع في غير صفة الله خالى كما (٣) سمع الماجد.
قال أبو علي: لم أعلم في صفة الأناسي "مجيد" كما جاء في وصفهم "عليم" "وحفيظ" نحو قوله: ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ (٤) [يوسف: ٥٥]، وقد ذكرنا تفسير المجيد فيما تقدم (٥).

= قال الشيخ السعدي: "الودود" الذي يجه أحبابه محبة لا يشبهها شيء، فكما أنه لا يشابهه شيء في صفات الجلال والجمال والمعاني والأفعال، فمحبته في قلوب خواص خلقه التابعة لذلك، لا يشبهها شيء من أنواع المحاب، ولهذا كانت محبته أصل العبودية، وهي المحبة التي تتقدم جميع المحاب، وتغلبها، وإن لم يكن غيرها تبعاً لها كانت عذاباً على أهلها، وهو تعالى الودود الوادُّ لأحبابه. تفسير الكريم الرحمن: ٥/ ٣٩٧.
(١) قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم ﴿ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ﴾ رفع. انظر: "القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٦٣، "الحجة" ٦/ ٣٩٣، "حجة القراءات" ٧٥٧، "كتاب التبصرة" ٧٢٣، "تحبير التيسير" ١٩٨، و"البدور الزاهرة" ٣٣٨.
(٢) حكاه الفخر عن أكثر أهل التفسير: "التفسير الكبير" ٣١/ ١٢٤
(٣) في كلا النسختين: وكما، وحذفت الواو لاستقامة المعنى بدونها.
(٤) "الحجة" ٦/ ٣٩٥.
(٥) سورة هود: ٧٣، قال تعالى: ﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ ومما جاء في تفسير "المجيد" قال: المجيد الماجد، وهو ذو الشرف، والكرم، يقال: مجد الرجل تمجد مجدًا ومجادة، ومجد: يمجد لغتان. قال بعضهم: المجيد: الكريم، وقال آخرون: المجيد: الرفيع، وقال أهل المعاني: المجيد: "الكامل" الشرف والرفعة والكرم والصفات المحمودة، وأصله من قولهم: مجدت الدابة أذا أكثرت علفها.


الصفحة التالية
Icon