ولا ترعاها إذا يبست، (وصارت تسمى الضريع) (١).
(وقال أبو الجوزاء) (٢): هي السُلاء (٣) (٤)، (وهذا قول ابن عباس (٥) في رواية العوفي) (٦)، فإن قيل: إن الله تعالى يقول في موضع آخر: ﴿فَلَيْسَ (لَهُ) الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ﴾ [الحاقة: ١٩]، وهاهنا يقول: ﴿لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ﴾ [الغاشية: ٦].
والضريع غير الغسلين (٧)، فكيف نجمع بين الآيتين؟ قيل: إن النار دركات، والجنة درجات، وعلى قدر الذنوب والحسنات تقع العقوبات والمثوبات، فمن أهل النار مَنْ طَعَامُهُ الزَّقوم، ومنهم من طعامُه الغِسلين، ومنهم من طعامه الضريع، ومنهم من شرابه الحميم، ومنهم من شرابه

(١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٢) ما بين القوسين لم يذكر في نسخة: أ، وإنما ذكر بدلاً منه لفظة: قيل.
(٣) السلاء مفرد سلأ، وهي شوكة النخله، والجمع سُلاء. "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٢/ ٣٨٧
(٤) ورد قوله في "النكت والعيون" ٦/ ٢٥٩، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٤، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٥٣، برواية السّلَم بدلاً من السلاء، والسلم شجر من العضاه، وورقها القَرَظ الذي يدبغ به الأديم.
وقال شمر: السَّلمة شجرة ذات شوك يدبغ بورقها وقشرها ويسمى ورقها القَرَظ. "لسان العرب" ١٢/ ٢٩٦ (سلم).
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد في "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٠ أ، رواية العوفي عن ابن عباس بمثل رواية مجاهد وعكرمة.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٧) الغسلين: قال ابن قتيبة: غِسلين فِعْلين من غسلت كأنه الغسالة. قال بعض المفسرين هو ما يسيل من أجساد المعذبين. "تأويل مشكل القرآن" ٦٨.


الصفحة التالية
Icon