قال أهل المعاني: وليس هذا من الإكرام الذي هو (نقيض الهوان، ولكنه من الإكرام الذي هو) (١) إعطاء الخير، والمال، والحظ من الدنيا، والله تعالى يعطي الكافر الحظ من الدنيا، وليس بمكرم له (٢).
وقوله: ﴿فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾
قال مقاتل: فضلني بما أعطاني؛ ظن أن ما أعطاه من الدنيا لكرامته عليه (٣).
وهذا معنى قول ابن عباس قال: هذه كرامة من الله لي (٤).
﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ﴾ بالفقر.
﴿فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾ ضيق الله عليه بأن جعل على مقداره البلغة، قال: هذا هوان من الله لي.
وهو قوله: ﴿فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ﴾ (أي أذلني بالفقر، ولم يشكر الله على ما وهب له من السلامة في جوارحه ورزقه من العافية) (٥)، وهذا معنى قول الكلبي: لا يشكره في الفقر كما يشكره في الغنى (٦) (٧).
قال أبو إسحاق: وهذا يعني به الكافر الذي لا يؤمن بالبعث، إنما الكرامة عنده والهوان بكثرة الحظ في الدنيا وقلته، وصفة المؤمن أن
(٢) لم أعثر على مصدر لقولهم.
(٣) ورد معنى قوله في "تفسير مقاتل" ٢٣٩ ب.
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٥) ما بين القوسين نقله عن "الكشف والبيان" ١٣/ ٩١ أبيسير من التصرف.
(٦) في (أ): (الغنا).
(٧) لم أعثر على مصدر لقوله.