تقدم ذكر الإنسان، وكان يراد به الجنس، والكثرة، وهو على لفظ الغيبة حمل ﴿يكرمون﴾ و ﴿يحبون﴾، و ﴿يأكلون﴾ عليه، ولا يمتنع في هذه الأسماء الدالة على الكثرة (١) أن تحمل مرة على اللفظ، وأخرى على المعنى، كقوله: ﴿وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ﴾ (٢) [الأعراف: ٤]. ومن قرأ بالتاء (٣) (فعلى: قل لهم ذلك) (٤)
قال مقاتل: كان قُدَامَة بن مظعون (٥) يتيمًا في حجر أمية بن خلف، وكان يدفعه عن حقه (٦).

= وبغير ألف: "يَحُضُّون". انظر: "السبعة في القراءات" ٦٨٥، "القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٧٣، "الحجة" ٦/ ٤٠٩، "المبسوط" ٤٠٧، "حجة القراءات" ٧٦٢، "الكشف" ٢/ ٣٧٢، "البدور الزاهرة" ٣٤٠.
(١) في (أ): (للكثر).
(٢) في (أ): (وهم).
(٣) قرأ بذلك نافع، وابن كثير، وابن عامر بتاء الخطاب في الأفعال الأربعة مع ضم الحاء في "ولا تَحُضُّون".
وقرأ: عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، وأبو جعفر، بتاء الخطاب في الأربعة مع فتح الحاء، وألف بعدها مع المد المشبع في "ولا تحاضون". قلت: والقراءة التي تخص موضعنا هي قراءة أبي عمرو كله بالياء في "يكرمون"، و"يحاضون"، و"يأكلون"، و"يحبون"، وقرأ الباقون كله بالتاء.
وانظر: "السبعة في القراءات" ٦٨٥، "القراءات في علل النحويين فيها" ٢/ ٧٧٣، "الحجة" ٦/ ٤٠٩، "المبسوط" ٤٠٧.
(٤) ما بين القوسين نقلاً عن "الحجة" ٦/ ٤٠٩ بتصرف.
(٥) تقدمت ترجمته في سورة النساء.
(٦) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٥، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٢، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٢، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٧، والذي ورد عنه في تفسيره أن الأمر ليس كما قال أمية بن خلف بل يعني أنهم لا يكرمرن اليتيم ولا يحضون على طعام المسكين لأنهم لا يرجون بها الآخرة ٢٣٩ ب.


الصفحة التالية
Icon