والثاني: لا يعذب أحد عذاب كافر بعينه، وهو أمية بن خلف (١)، أو غيره (٢) من [الكفار] (٣) على ما قد بينَّا.
الثالث: لا يعذب أحد من الناس عذاب الكَافر. وهذا أولى الأقوال.
وذكر أبو علي الفارسي قولًا آخر في قراءة العَامة، قال: المعنى فيؤمئذ لا يعذب أحدٌ، أحدًا، تعذيبًا مثل تعذيب هذا الكافر المتقدم ذكره؛ فأضيف المصدر إلى المفعول به، كما أُضيف إليه في قراءة الكسائي، ولم يذكر الفاعل، فكان (٤) المعنى في القراءتين سواء، والذي يُراد بأحدٍ الملائكة الذين يتولون تعذيب أهل النار (٥).
قوله تعالى: ﴿يَا أَيَّتُهَا (٦) النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ) (٧)﴾ قال عطاء عن ابن عباس: بثواب الله (٨).
وقال مقاتل: التي عملت على يقين بما ذكر الله في كتابه (٩).
وقال أبو صَالح: المطمئنة بالإيمان (١٠) (١١).

(١) بياض في (ع).
(٢) في (أ): (غيره).
(٣) في كلا النسختين: الكفر، وأثبت ما رأيت به استقامة المعنى.
(٤) في (أ): (وكأن).
(٥) "الحجة" ٦/ ٤١٢ بيسير من التصرف.
(٦) يايتها: في كلا النسختين.
(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٨) "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٧ من غير ذكر طريق عطاء.
(٩) لم أعثر على مصدر لقوله، وورد بمثله من غير نسبة في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٧.
(١٠) بياض في (ع).
(١١) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله عن مقاتل في "تفسيره" ٢٤٠ أ.


الصفحة التالية
Icon