﴿حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ﴾ يعني أربعين سنة كان ملقى قبل أن ينفخ فيه الروح. هذا قول الكلبي (١).
وقال عطاء، عن ابن عباس: يريد بـ (الحين) أن آدم أقام حين خلق من طين أربعين سنة (٢) من صلصال، وأربعين سنة من حمأ (٣) مسنون (٤)، فتم خلقه بعد عشرين ومائة سنة (٥). وزاد ابن مسعود فقال: أقام من تراب أربعين سنة، ثم ذكر مثل قول ابن عباس، فقال: فتم خلقه بعد ستين ومائة سنة (٦).

= السمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٢٩، والثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣: ١٢/ أ، وعزاه الماوردي إلى (جميع المفسرين) ٦/ ١٦٢، وإليه أيضًا ذهب البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٦، وحكاه ابن الجوزي عن الجمهور في "زاد المسير" ٨/ ١٤٢.
قال ابن تيمية: وقوله: "الإنسان" هو اسم جنس يتناول جميع الناس، ولم يدخل فيه آدم الذي خلق من طين، فإن المقصود بهذه الآية بيان الدليل على الخالق تعالى، والاستدلال إنما يكون بمقدمات يعلمها المستدل، والمقصود بيان دلالة الناس وهدايتهم، وهم كلهم يعلمون أن الناس يخلقون من العلق".
(مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية) ١٦/ ٢٦٠ - ٢٦١.
(١) لم أعثر على مصدر لقوله. وقد ورد بنحوه في (الوسيط) ٤/ ٣٩٨.
(٢) قوله: أربعين سنة: مكرر في (ع).
(٣) حمأ: طين أسود منتن. المفردات في غريب القرآن ١٣٣.
(٤) مسنون: أي: مَصْبوب، يقال: سننت الشيء سنًا إذا صببتَهُ صبًا سهلاً، ويقال: "مسنون" أي: متغير الرائحة.
"نزهة القلوب" للسجستاني: ٤٠٣.
(٥) "النكت والعيون" ٦/ ١٦٢، "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٣٥، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٧.
(٦) "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٧.


الصفحة التالية
Icon