ثم ذكر منته عليه وأخبره عما كان عليه قبل الوحي فقال:
٦ - ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى﴾ روى سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "سألت الله مسألة ووددت (١) أني لم أكن سألت، ذكرت رسل ربي فقلت سخرت لسليمان الريح، وكلمت بعضهم. فقال تبارك وتعالى: ألم أجدك يتيمًا فأويتك، وضالًا فهديتك، وعائلًا فأغنيتك. فقلت نعم، فقال: ألم نشرح لك صدرك، ووضعت عنك وزرك، ورفعت لك ذكرك، قال قلت نعم" (٢).
قال عطاء عن ابن عباس: يريد فضمك إلى عمك أبي طالب حتى صرت رجلاً (٣)، وقال مقاتل: ضمك إلى عمك، وكفاك المؤنة (٤).

= "التفسير الكبير" ٣١/ ٢١٣، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٩٦، و"البحر المحيط" ٨/ ٤٨٦، و"الدر المنثور" ٨/ ٥٤٢، بنحوه عن ابن عباس وعزاه إلى الخطيب في "تلخيص المتشابه" من وجه آخر عن ابن عباس.
(١) في (ع): ووجدت.
(٢) وردت الرواية في: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٠٨ أبمعناه، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٩٩، و"الدر المنثور" ٨/ ٥٤٤، وعزاه إلى ابن أبي حاتم، والطبراني، والحاكم وصححه، وأبو نعيم، والبيهقي كلاهما في الدلائل، وابن مردويه، وابن عساكر بمعناه، و"فتح القدير" ٥/ ٤٦٠، وانظر: "المستدرك" بالمعنى ٢/ ٥٢٦، كتاب التفسير: تفسير سورة الضحى ووافقه الذهبي.
كما رواه الطبراني في "الكبير" ١١/ ٤٥٥: ح ١٢٢٨٩، والأوسط وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط. قاله الهيثمي: "مجمع الزوائد" ٨/ ٢٥٤، كتاب علامات النبوة: باب عظم قدره -صلى الله عليه وسلم-، وانظر: الديلمي في "فردوس الأخبار" ٢/ ٤٣٨ ح ٣٢١٨.
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٤) "تفسير مقاتل" ٢/ ٢٤٣، و"النكت والعيون" ٦/ ٢٩٣، و"زاد المسير" ٨/ ٢٦٩.


الصفحة التالية
Icon