(وعكرمة (١)، وإبراهيم (٢)) (٣)، ومقاتل (٤)، قالوا: هو تينكم الذي تأكلون، وزيتونكم الذي تعصرون منه الزيت.
وعلى هذا إنما ذكر الله تعالى هذا القسم بالتين؛ لأنه فاكهة مخلصة من [شوائب] (٥) التنغيص (٦)، وفيه أعظم العبرة لدلالته على (٧) من هيأها على تلك الصفة، وخلصها لتكامل اللذة على مقدار اللقمة، فالله عز وجل المنعم به على عباده، والمنة على مَا فيه ليعتبروا ويشكروا.
وقد روى أبو ذر رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في التين: "لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة، قلت هذه، لأن فاكهة الجنة بلا عجم (٨)، فكلوها، فإنها تقطع البواسير (٩)، وتنفع من النقرس (١٠) ".

(١) ورد معنى قوله في "جامع البيان" ٣٠/ ٢٣٨، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١١٧ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٠٠، و"زاد المسير" ٨/ ٢٧٤، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١١٠، و"التحرير والتنوير" ٣٠/ ٤٢٠.
(٢) المراجع السابقة، وانظر: "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٩٩.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٤) "تفسير مقاتل" ٢٤٤ أ، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١١٧ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٠٤ "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٩٩، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١١٠.
(٥) (شايب) هكذا وردت في النسختين، وأثبت ما جاء في "الوسيط" ٤/ ٥٢٣ لسلامة السياق به.
(٦) (التنغيص): أي كَدَّره. "مختار الصحاح" ص ٦٧٠ (نغص).
(٧) في (ع): (عن).
(٨) العَجَمُ: النَّوى، نوى التمر والنبق، و"لسان العرب" ١٢/ ٣٩١ (عجم).
(٩) "البواسير" مفرده الباسور، وهي عِلَّة تحدث في المقعدة، وفي داخل الأنف أيضًا. "الصحاح" ٢/ ٥٨٩ (بسر)، وانظر: "لسان العرب" ٤/ ٥٩ (بسر).
(١٠) النقرس: مرض مزمن يؤدي إلى أورام شديدة في المفاصل، ويأتي نتيجة فشل =


الصفحة التالية
Icon