(هذا قول المفسرين) (١) وسينين مثل سيناء، وقد مضى الكلام فيه (٢).
والأولى عند النحويين (٣)، أن يكون سينين وسيناء اسمًا للمكان الذي به الجبل، أضيف إلى ذلك المكان سمي: "سينين" و"سيناء" على مَا ذكره المفسرون لحسنه أو لبركته أو لنباته.
ولا يجوز أن يكون "سينين" نعتًا للطور لإضَافته إليه.
قال أبو علي الفارسي: "سينين" فِعْليل كرِّرت اللام التي هي نون في زحليل (٤)، وكرديد (٥)، وخنذيذ (٦) (٧)، وإنما لم ينصرف "سينين كما لم ينصرف سيناء لأنه جعل اسمًا للبقعة، أو أرض كما جعل سيناء كذلك، ولو جعل اسمًا للمكَان أو المنزل ونحو ذلك من الأسماء المذكورة لا نصرف؛ لأنك كنت سميت مذكرًا بمذكر (٨).

(١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٢) عند تفسير الآية: ﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ﴾ [المؤمنون: ٢٠]، وقد فسرت بنحو مما جاء هنا: انظر: "البسيط" ٤/ ٢٥ ب.
(٣) انظر: "تهذيب اللغة" ١٣/ ٧٩: (سان).
(٤) الزَّحليل: السريع، وأيضًا المكان الضيق الزَّلِق من الصفاء وغيره."لسان العرب" ١١/ ٣٠٣ (زحل).
(٥) كرديد: الكِرْديِدة: القطعة العظيمة من التمر، وهي أيضًا جُلَّةْ التمر. "لسان العرب" ٣/ ٣٧٩ (كرد).
وفي "الصحاح" ما يبقى في أسفل الجُلَّة من جانبيها من التمر: ٢/ ٥٣١ (كرد).
(٦) الخنذيذ: الشاعر المجيد الْمُنَقّح المُفْلِقُ، وأيضًا: الشجاع البُهْمَة، وأيضًا: السخي التام السخاء: وأيضًا: الخطيب المُصقِع، وأيضًا: السيد الحليم. "لسان العرب" ٣/ ٢٨٩: (خنذ)، وانظر: "تاج العروس" ٢٠/ ٦١ (خنذ).
(٧) في: (أ): (نزيد).
(٨) نقلاً عن "الحجة" ٥/ ٢٩٠ باختصار شديد.


الصفحة التالية
Icon